الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا محمد بن المنذر ، حدثنا علي بن عبد الرحمن ، عن عبدان، قال: دخلت على عبد الله المبارك وهو يبكي، فقلت له: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: بضاعة لي ذهبت، قال: قلت: أوتبكي على المال؟ قال: إنما هو قوام ديني.

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : إن من أسعد الناس من كان في غناه عفيفا، [ ص: 226 ] وفي مسكنته قنعا؛ لأن من نزل به الفقر لم يجد بدا من ترك الحياء، والفقر يذهب العقل والمروءة، ويذهب العلم والأدب، وكاد الفقر أن يكون كفرا، ومن عرف بالفقر صار معدنا للتهمة، ومجمعا للبلايا، اللهم إلا أن يرزق المرء قلبا نقيا قنعا، يرى الثواب المدخر من الضجر الشديد، فحينئذ لا يبالي بالعالم بأسرهم، والدنيا وما فيها، والفقر داعية إلى المهانة، كما أن الغنى داعية إلى المهابة، ولقد أحسن الذي يقول:


يغطي عيوب المرء كثرة ماله وصدق فيما قال، وهو كذوب     ويزري بعقل المرء قلة ماله
يحمقه الأقوام وهو لبيب



التالي السابق


الخدمات العلمية