الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثنا محمد بن عثمان العقبي ، حدثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، حدثنا أبو مسهر ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: لا حلم لمن لا جاهل له.

وحدثنا عمرو بن محمد ، حدثنا الغلابي ، حدثنا مهدي بن سابق، قال: قال المأمون: يحسن بالملوك الحلم عن كل أحد، إلا عن ثلاثة: قادح في ملك، أو مذيع لسر، أو متعرض لحرمة.

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : الحلم على ضربين: أحدهما: ما يرد على النفس من قضاء الله من المصائب التي امتحن الله بها عباده، فيصبر العاقل تحت ورودها، ويحلم عن الخروج إلى ما لا يليق بأهل العقل.

والآخر: ما يرد على النفس بضد ما تشتهيه من المخلوقين، فمن تعود الحلم فليس بمحتاج إلى التصبر؛ لاستواء العدم والوجود عنده.

كما حدثنا أبو حمزة محمد بن يوسف بن عمر بنسا، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، قال: سمعت ابن أبي عتبة يقول: قيل للأحنف بن قيس التميمي: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم التميمي، أتاه آت وهو محتب، فقال: ابن أخيك قتل ابنك، قال: عصى ربه، وفت عضده، وقطع رحمه، جهزوه، وما حل حبوته، فمنه تعلمت الحلم.

حدثنا محمد بن شاذل الهاشمي ، حدثنا أحمد بن الخليل البغدادي ، حدثنا علي بن الحسين بن شقيق ، أخبرنا عبد الله ، عن جعفر بن سليمان، قال: كانت امرأة بالبصرة متعبدة تصيبها المصائب، فننكر من صبرها، حتى أصابتها مصيبة موجعة فصبرت، فذكرت ذلك لها، فقالت: ما من مصيبة تصيبني، فأذكر معها النار، إلا صارت في عيني مثل التراب.

حدثنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي بالبصرة، حدثنا عمرو بن إسحاق بن خلاد الجهضمي ، حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا ابن وهب ، عن بكر بن مضر [ ص: 215 ] قال: كان أبو الهيثم مات ولده، وبقي له بني صغير، فمات، فأتاه إخوانه يعزونه وهو في ناحية المسجد، فقال لهم: تركني حزن يوم القيامة لا آسى على شيء فاتني، ولا أفرح لما أتاني.

حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا القاسم بن الحسن الزبيدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: مات ابن لشريح، فلم يصيحوا عليه، ولم يشعر به أحد، فقيل له: يا أبا آمنة، كيف هو؟ قال: قد سكن علزه، ورجاه أهله، ولم يكن منذ اشتكى أسكن منه الليلة.

التالي السابق


الخدمات العلمية