بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الطهارة
[ ص: 16 ] أخبرنا الربيع بن سليمان قال " أخبرنا رحمه الله تعالى " قال قال الله عز وجل { الشافعي إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم } الآية ( قال ) فكان بينا عند من خوطب بالآية أن غسلهم إنما كان بالماء ثم أبان في هذه الآية أن الغسل بالماء وكان معقولا عند من خوطب بالآية أن الماء ما خلق الله تبارك وتعالى مما لا صنعة فيه للآدميين وذكر الماء عاما فكان ماء السماء وماء الأنهار والآبار والقلات والبحار العذب من جميعه والأجاج سواء في أنه يطهر من توضأ واغتسل منه ، وظاهر القرآن يدل على أن كل ماء طاهر ماء بحر وغيره وقد روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يوافق ظاهر القرآن في إسناده من لا أعرفه ( قال الشافعي ) أخبرنا الشافعي عن مالك عن صفوان بن سليم سعيد بن سلمة رجل من آل ابن الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار خبره أنه سمع رضي الله عنه يقول { أبا هريرة } ( قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا نركب البحر ومعنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) أخبرنا الشافعي عن إبراهيم بن محمد عبد العزيز بن عمر عن سعيد بن ثوبان عن أبي هند الفراسي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أبي هريرة } ( قال من لم يطهره البحر فلا طهره الله ) فكل الشافعي ولا طهور إلا فيه أو في الصعيد ، وسواء كل ماء من برد أو ثلج أذيب وماء مسخن وغير مسخن ; لأن الماء له طهارة النار والنار لا تنجس الماء . الماء طهور ما لم تخالطه نجاسة