الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت ما وصفنا من أنه يرجع إليه في قوله ألف ودرهم إلى تفسير الألف المتقدمة على الدرهم فإن فسرها بدراهم ، أو دنانير ، أو فلوس ، أو جوز قبل منه . وكذا لو فسر [ ص: 19 ] الألف بأجناس كثيرة قبل أيضا ، وأحلف إن أكذبه المقر له . وهكذا لو قال : له علي ألف ودرهمان يرجع إليه في تفسير الألف .

                                                                                                                                            فإن قال : له علي ألف وثلاثة دراهم ، أو ألف وأحد عشر درهما فهل يصير ذلك تفسيرا للألف المبهمة أم لا ؟ .

                                                                                                                                            على ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                            أحدها : لا يكون تفسيرا كما لو كان العدد الزائد درهما وهذا قول أبي سعيد الإصطخري .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : يكون تفسيرا لما ذكرنا من الفرق بينهما ، وهذا قول أبي علي الطبري . والوجه الثالث : أنه إن كان ما بعد الألف عددا بلفظ الجمع كقوله : له ثلاثة دراهم إلى عشرة دراهم لم يكن ذلك تفسيرا للألف . وإن كان عددا منصوب التمييز كقوله : أحد عشر درهما فما زاد كان تفسيرا للألف ؛ لأن التمييز أخص بالصفات ، والنعوت ويصير تقدير هذا الكلام : له علي ألف وأحد عشر من الدراهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية