الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا استأجر الرجل دارا فوجد ماء بئرها متغيرا ، قال أبو حنيفة : إن أمكن الوضوء به فلا خيار للمستأجر ، وعندنا أنه إن خالف معهود آبار تلك الناحية فله الخيار ، فإن كان معهودهم الشرب من آبارهم ، فإذا كان تغيره يمنع من شربه فله الخيار وإن أمكن الوضوء به ، وإن كان معهودهم أن لا يشربوا منها فلا خيار إلا أن لا يستطاع الوضوء منها ، ولو نقص ماء البئر فإن كان معهودا في وقته فلا خيار وإن كان غير معهود في ذلك الوقت ، فإن كان مع نقصانه كافيا لما يحتاج إليه المستأجر من شرب أو طهور فلا خيار له وإن كان مقصرا فله الخيار . فأما رحى الماء إذا تغير ماؤه فلا خيار لمستأجره : لأنه لا يوهن في عمله . ولو نقص ماؤه فله الخيار إلا أن يكون معهودا في وقته فلا خيار فيه ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية