الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : " وعليه أن يركب المرأة وينزلها عن البعير باركا : لأنه ركوب النساء " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : اعلم أن القيام بالبعير المكرى في قوده وتسييره ونزوله ورحيله مستحق على الجمال المكري دون الراكب المكتري ، سواء وقع العقد على معين أو مضمون لما عليه من حقوق التمكين . وإذا كان كذلك فعليه إذا كان الراكب امرأة أن ينيخ لها البعير إذا أرادت الركوب أو النزول لتركب وتنزل والبعير باركا ، سواء قدرت على الركوب والنزول مع قيام البعير أو لا : لأنه المعهود من ركوب النساء فحملت عليه ولأن في ركوبها والبعير قائم هتكا وتبرجا فمنع منه . فأما الرجل فإن كان شيخا ، أو مريضا ، أو ثقيل البدن ، أو ممن لا يحسن ركوب البعير القائم فعليه أن ينيخ له البعير في ركوبه ونزوله كالمرأة . وإن كان شابا سريع النهضة يحسن ركوب البعير القائم وقف له البعير حتى يركبه ، ولم يلزمه أن ينيخه له بخلاف المرأة والشيخ ، فإن كان على البعير ما يتعلق به لركوبه عليه تعلق به وركب ، وإن لم يكن عليه شبك له الجمال بين أصابعه ليرقى عليها فيتمكن من ركوب البعير على ما جرى به العرف ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية