باب من طلب من أهل السهمان ( قال ) : رحمه الله تعالى : الأغلب من أمور الناس أنهم غير أغنياء حتى يعرف غناهم الشافعي أعطي ما لم يعلم منه غيره ، أخبرنا ومن طلب من جيران الصدقة باسم فقر ، أو مسكنة سفيان عن [ ص: 79 ] عن أبيه { هشام بن عروة عبد الله بن عدي بن الخيار قال حدثني رجلان أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة فصعد فيهما النظر وصوب ثم قال : إن شئتما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب } . عن
( قال ) : رأى النبي صلى الله عليه وسلم جلدا ظاهرا يشبه الاكتساب الذي يستغنى به وغاب عنه العلم في المال وعلم أن قد يكون الجلد فلا يغني صاحبه مكسبه به إما لكثرة عيال وإما لضعف حرفة فأعلمهما أنهما إن ذكرا أنهما لا غنى لهما بمال ولا كسب أعطاهما ، فإن قيل : أين أعلمهما ؟ قيل حيث قال { الشافعي } أخبرنا لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب عن أبيه عن إبراهيم بن سعد ريحان بن يزيد قال سمعت يقول : لا تصلح الصدقة لغني ولا لذي مرة ، أخبرنا عبد الله بن عمرو بن العاص عن مالك عن زيد بن أسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { عطاء بن يسار } لا تحل الصدقة إلا لغاز في سبيل الله ، أو لعامل عليها ، أو لغارم ، أو لرجل اشتراها بماله ، أو لرجل له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني
( قال ) : وبهذا قلنا يعطى الغازي والعامل ، وإن كانا غنيين والغارم في الحمالة على ما أبان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا غارم غيره إلا غارما لا مال له يقضي منه فيعطى في غرمه ، ومن الشافعي أعطي على مثل معنى ما قلت من أنه غير قوي حتى تعلم قوته بالمال طلب سهم ابن السبيل وذكر أنه عاجز عن البلد الذي يريد إلا بالمعونة ، ومن طلب بأنه يغزو أعطي غنيا كان ، أو فقيرا تقوم على ما ذكر ; لأن أصل أمر الناس أنهم غير غارمين حتى يعلم غرمهم والعبيد أنهم غير مكاتبين حتى تعلم كتابتهم ، ومن طلب بأنه غارم ، أو عبد بأنه مكاتب لم يعط إلا ببينة لم يعط إلا أن يعلم ذلك ، وما وصفته يستحق به أن يعطى من سهم المؤلفة . ومن طلب بأنه من المؤلفة قلوبهم