الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة تسع

وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالخروج إلى الحج وإقامته للناس، فخرج أبو بكر لذلك، ونزل صدر سورة براءة بعده. فقيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر يقرؤها على الناس في الموسم؟ فقال: إنه لا يؤديها عني إلا رجل من أهل بيتي. ثم دعا عليا، فقال له: اخرج بهذه القصة من صدر براءة، وأذن بها في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى. وأمره بما ينادي به في الموسم فخرج على ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العضباء، حتى أدرك أبا بكر بالطريق، فقال له أبو بكر لما رآه: أميرا أو مأمورا؟ قال: بل مأمورا.

ثم نهضا، فأقام أبو بكر للناس الحج سنة تسع على منازلهم التي كانوا عليها في الجاهلية. وقد قيل: إن حجة أبي بكر وقعت حينئذ في ذي القعدة على ما كانوا عليه من [ ص: 251 ] النسيء في الجاهلية. وروى معمر ، عن [ ابن ] أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله [ تعالى ] : ( إنما النسيء زيادة في الكفر ) قال: كانوا يحجون [ في كل ] شهر عامين، حجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، حتى وافت حجة أبي بكر [ في الآخر من العامين ] في ذي القعدة قبل حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم حج النبي - صلى الله عليه وسلم - من قابل [ في ] ذي الحجة، فذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: "إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض".

قال معمر ، قال الزهري ، عن سعيد بن المسيب :

لما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين اعتمر من الجعرانة وأمر أبا بكر على تلك الحجة.

وذكر ابن جريج عن مجاهد ، قال:

لما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تبوك أراد الحج ثم قال: إنه يحضر البيت عراة مشركون يطوفون بالبيت ولا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك. فأرسل أبا بكر ثم أردفه عليا.

التالي السابق


الخدمات العلمية