الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
وقال ابن إسحاق وموسى [ بن عقبة ] وغيرهما في تمام ذلك الخبر:

وندم منهم قوم، فقالوا: هذا بغي منا على إخواننا وظلم لهم. فكان أول من مشى في نقض الصحيفة هشام بن عمرو بن الحارث من بني عامر بن لؤي، وهو كان كاتب الصحيفة، وأبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، والمطعم بن عدي.

إلى هاهنا تم خبر ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن المعروف بيتيم عروة ، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب . وهو معنى ما ذكر ابن إسحاق ، إلا أن ابن إسحاق قال:

الذين مشوا في نقض الصحيفة هشام بن عمرو بن الحارث بن حبيب بن نصر بن [ ص: 57 ] مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي لقي زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي فعيره بإسلامه أخواله. وكانت أم زهير عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأجابه زهير إلى نقض الصحيفة. ثم مضى هشام إلى المطعم بن عدي بن نوفل فذكره أرحام بني هاشم وبني المطلب بن عبد مناف. فأجابه المطعم إلى نقضها. ثم مضى إلى أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، فذكره أيضا بذلك، فأجابه. ثم مضى إلى زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد، فذكره ذلك، فأجابه. فقام هؤلاء في نقض الصحيفة.

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم ، قال: حدثنا الأوزاعي ، قال: حدثني الزهري : أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى: نحن نازلون عند خيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر. يعني بذلك المحصب. قال: وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عمر :

وأراد أبو بكر الصديق أن يهاجر إلى أرض الحبشة ، فلقيه ابن الدغنة، فرده.

التالي السابق


الخدمات العلمية