الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
قال أبو عمر :

بعث عليا ينبذ إلى كل ذي عهد عهده، ويعهد إليهم أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان مع سائر ما أمره أن ينادي به في كل موطن من مواطن الحج. فأقام الحج ذلك العام سنة تسع أبو بكر . ثم حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قابل حجته التي لم يحج من المدينة غيرها. فوقعت حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العام المقبل في ذي الحجة، فقال: "إن الزمان قد استدار - الحديث". وثبت الحج في ذي الحجة إلى يوم القيامة. فلما كان يوم النحر في حجة أبي بكر قام علي فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيها الناس إنه لا يدخل الجنة كافر. روي في حديثه هذا: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله [ ص: 252 ] عهد فهو إلى مدته. وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم وبلادهم ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة لأحد كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب ، قال: حدثنا سعيد بن سليمان ، قال: حدثنا عباد بن العوام، قال: حدثنا سفيان بن حصين ، قال: حدثني أبو بشر، عن مجاهد :

أن أبا بكر حج في ذي القعدة.

قال: حدثنا سعيد بن سليمان ، قال: حدثنا عباد بن عباد، قال: قال سفيان بن حصين (قال) وأخبرني إياس بن معاوية، عن عكرمة بن خالد المخزومي. أن أبا بكر حج في ذي القعدة، فلما كان العام المقبل حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذي الحجة، فخطب الناس. وذكر الحديث.

حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا بكر بن حماد، وحدثنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا محمد بن بكر ، قال: حدثنا أبو داود ، قال: حدثنا مسدد ، قال: حدثنا إسماعيل بن علبة، قال: حدثنا أيوب، عن محمد ، عن أبي بكرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجته، فقال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مفرد الذي بين جمادى وشعبان" [ ص: 253 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية