الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
391 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، ثنا أبي ، ثنا قرة بن خالد ، عن أبي جمرة ، قال : قلت لابن عباس : إن جدة لي تنبذ نبيذا حلوا في جرة ، قال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " مرحبا بالوفد ، غير الخزايا ولا الندامى " ، قالوا : يا رسول الله! ، إن بيننا وبينك المشركين من مضر ، وإنا لا نصل إليك ، إلا في أشهر الحرم ، فحدثنا بمجمل من الأمر ، إن عملنا بها ؛ دخلنا الجنة ، وندعو بها من وراءنا ، قال : " آمركم بالإيمان بالله وحده " ، وقال : " هل تدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " شهادة أن لا إله إلا [ ص: 401 ] الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تعطوا من الغنائم الخمس ، وأنهاكم عما ينتبذ في الحنتم ، والدباء ، والنقير والمزفت " .

قال أبو عبد الله : قالوا : فهذا رسول رب العالمين ، الذي جاء بالإيمان ، ودعا إليه ، سأله الوفد عن أمر يدخلهم الجنة ، وينجيهم من النار ، فأمرهم بالإيمان بالله ، ثم قال لهم مخافة ، أن يحملوا ذلك على غير وجهه : " أتدرون ما الإيمان بالله ؟ ! " ثم فسره لهم ، فجعله توحيده ، والإقرار برسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وإيتاء الخمس من الغنائم ، فهذا مما يبين لك : أن الإيمان بالله ، إنما هو توحيده ، وعبادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية