الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو عبد الله : وأما تشنيع من شنع ، فقال : لو كان النوافل من الإيمان لما أصاب أحد الإيمان ، فيقال له : أما الإيمان ، لما أصاب أحد الإيمان ، فيقال له : أما الإيمان المفترض فقد أصابه أولياء الله تعالى ، وأما الذي هو تطوع ، فقد أصاب كثيرا منه الأقوياء من أولياء الله تعالى من الرسل ، وغيرهم ، ومن قصر عما لا يجب عليه لم يستحق الذم ، ولم يسم منقوصا ، ولكن يسمى كاملا ، قد أدى ما وجب عليه ، وزاد أضعاف ذلك ، وإن كان غيره قد فصله ، كما أن من خالفنا يزعم أن الإيمان بر ، وإحسان ، وقربة إلى الله تعالى ، وأن النوافل كذلك ، وأنه [ ص: 868 ] لا غاية لها ، فإن كان من لم يأت بالإيمان الذي هو نافلة ، كما كان منقوصا ، كان من لم يأت بالنوافل كلها منقوصا من البر ، والإحسان ، والفضل .

فإن قالوا : لا يسمون منقوصين لأنهم لم يقصروا عما وجب عليهم .

قيل : فكذلك لا يسمون منقوصين من الإيمان إذا أدوا ما وجب عليهم ، وزادوا ، ولا فرقان بين ذلك ، إن لحقهم النقص في الإيمان ، لحقهم النقص في البر والإحسان ، لا فرقان بين ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية