الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
257 - حدثنا أحمد بن سيار ، ثنا سليمان بن داود العتكي ، ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : [ ص: 265 ] كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما يصلي ، فمر رجل من المسلمين على رجل من المنافقين ، فقال له : النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، وأنت جالس ؟ ! قال : مر إلى عملك ، قال : ما أظن إلا سيمر عليك من ينكر عليك ، فمر عليه عمر بن الخطاب ، فقال : ها النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، وأنت جالس ؟ ! فقال له : مر إلى عملك ، إن كان لك عمل ، قال : هذا من عملي ، فوثب عليه ، فضربه حتى انبهر ، ثم دخل فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما انفتل قام إليه عمر ، فقال : يا رسول الله! ، إني مررت على فلان آنفا ، وأنت تصلي ، فقلت : النبي يصلي وأنت جالس! فقال : مر إلى عملك ، إن كان لك عمل ، قال : " فهلا ضربت عنقه ؟ " فقام عمر مسرعا ، ليضرب عنقه ، فقال : " يا عمر! ارجع ، فإن غضبك عز ، ورضاك حكم ، ثم قال له : " إن لله في السماوات السبع ملائكة يصلون ، غنى عن صلاة فلان ، فقال عمر : يا رسول الله! ، وما صلاتهم ؟ فلم يرد عليه شيئا ، حتى جاءه جبريل ، فقال : يا محمد! ، أو يا نبي الله! ، سألك عمر عن صلوات أهل السماوات ؟ ! قال : " نعم! " قال : أقرأ عمر السلام ، وأخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة ، يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة ، يقولون : سبحان ذي العز والجبروت ، وأهل السماء الثالثة قيام إلى قيام الساعة ، يقولون : سبحان الحي [ ص: 266 ] الذي لا يموت " .

التالي السابق


الخدمات العلمية