الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
57 - حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة : " ( فلا صدق ولا صلى ) [ ص: 132 ] ، قال : لا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله : ( ولكن كذب وتولى ) ، كذب بآيات الله ، وتولى عن طاعته : ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) أي : يتبختر ، وهي مشية عدو الله أبي جهل ، ذكر لنا أن نبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بمجامع ثيابه ، فقال : ( أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) ، وعيد على إثر وعيد " .

قال أبو عبد الله :

وقال الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين ) .

وقال : ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ) .

ولقد شدد - تبارك وتعالى - الوعيد في تركها ، ووكده على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، بأن أخرج تاركها من الإيمان بتركها ، ولم تجعل فريضة من أعمال العباد ، علامة بين الكفر والإيمان إلا الصلاة ، فقال : " ليس بين العبد ، وبين الكفر من الإيمان ، إلا ترك الصلاة " . [ ص: 133 ]

فأخبر أنها نظام للتوحيد ، وأكفر بتركها ، كما أكفر بترك التوحيد .

ثم أخرج من الإيمان من عاهد من جميع العباد على الإيمان ، فقال : " العهد الذي بيننا ، وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " .

وإن كانت العلماء مختلفة في الإكفار بتركها ، فإنهم مجمعون على الرواية بإكفار من تركها ، ثم ما غلظ في تركها وجوب النار ، وإيجاب المغفرة والرحمة لمن قام بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية