( دين ) * في أسماء الله تعالى الديان . قيل : هو القهار . وقيل هو الحاكم والقاضي ، وهو فعال ، من دان الناس : أي قهرهم على الطاعة ، يقال : دنتهم فدانوا : أي قهرتهم فأطاعوا .
* ومنه شعر
الأعشى الحرمازي ، يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم :
يا سيد الناس وديان العرب
* ومنه الحديث
كان علي ديان هذه الأمة .
* ومنه حديث
أبي طالب قال له صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=998635أريد من قريش كلمة تدين لهم بها العرب أي تطيعهم وتخضع لهم .
( هـ ) ومنه الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=998636الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت أي أذلها واستعبدها ، وقيل حاسبها .
( هـ ) وفيه
إنه عليه الصلاة والسلام كان على دين قومه ليس المراد به الشرك الذي كانوا عليه ، وإنما أراد أنه كان على ما بقي فيهم من إرث
إبراهيم عليه السلام من الحج والنكاح والميراث وغير ذلك من أحكام الإيمان . وقيل هو من الدين : العادة ، يريد به أخلاقهم في الكرم والشجاعة وغيرها .
[ ص: 149 ] وفي حديث الحج
nindex.php?page=hadith&LINKID=998638كانت قريش ومن دان بدينهم أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه واتخذ دينهم له دينا وعبادة .
* وفي دعاء السفر
nindex.php?page=hadith&LINKID=996050أستودع الله دينك وأمانتك جعل دينه وأمانته من الودائع ; لأن السفر تصيب الإنسان فيه المشقة والخوف فيكون ذلك سببا لإهمال بعض أمور الدين ، فدعا له بالمعونة والتوفيق . وأما الأمانة هاهنا فيريد بها أهل الرجل وماله ومن يخلفه عند سفره .
* وفي حديث
الخوارج nindex.php?page=hadith&LINKID=998639يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يريد أن دخولهم في الإسلام ثم خروجهم منه لم يتمسكوا منه بشيء ، كالسهم الذي دخل في الرمية ثم نفذ فيها وخرج منها ولم يعلق به منها شيء . قال
الخطابي : قد أجمع علماء المسلمين على أن
الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين ، وأجازوا مناكحتهم ، وأكل ذبائحهم ، وقبول شهادتهم . وسئل عنهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فقيل : أكفار هم ؟ قال : من الكفر فروا ، قيل : أفمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلا . فقيل : ما هم ؟ قال : قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا . قال
الخطابي : فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين ، أراد بالدين الطاعة : أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة ، وينسلخون منها . والله أعلم .
( س ) وفي حديث
سلمان إن الله ليدين للجماء من ذات القرن أي يقتص ويجزي . والدين : الجزاء .
( س ) ومنه حديث
ابن عمرو لا تسبوا السلطان ، فإن كان لابد فقولوا : اللهم دنهم كما يدينوننا أي اجزهم بما يعاملوننا به .
( هـ ) وفي حديث
عمر إن فلانا يدين ولا مال له يقال : دان واستدان وادان مشددا : إذا أخذ الدين واقترض ، فإذا أعطى الدين قيل أدان مخففا .
( هـ ) ومنه حديثه الآخر عن
أسيفع جهينة nindex.php?page=hadith&LINKID=998641فادان معرضا أي استدان معرضا عن الوفاء .
[ ص: 150 ] وفيه
ثلاثة حق على الله عونهم ، منهم المديان الذي يريد الأداء المديان : الكثير الدين الذي علته الديون ، وهو مفعال من الدين للمبالغة .
( س ) وفي حديث
مكحول الدين بين يدي الذهب والفضة ، والعشر بين يدي الدين في الزرع والإبل والبقر والغنم يعني أن الزكاة تقدم على الدين ، والدين يقدم على الميراث .
( دَيَنَ ) * فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الدَّيَّانُ . قِيلَ : هُوَ الْقَهَّارُ . وَقِيلَ هُوَ الْحَاكِمُ وَالْقَاضِي ، وَهُوَ فَعَّالٌ ، مِنْ دَانَ النَّاسَ : أَيْ قَهَرَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ ، يُقَالُ : دِنْتُهُمْ فَدَانُوا : أَيْ قَهَرْتُهُمْ فَأَطَاعُوا .
* وَمِنْهُ شِعْرُ
الْأَعْشَى الْحِرْمَازِيِّ ، يُخَاطِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبِ
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
كَانَ عَلِيٌّ دَيَّانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=998635أُرِيدُ مِنْ قُرَيْشٍ كَلِمَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ أَيْ تُطِيعُهُمْ وَتَخْضَعُ لَهُمْ .
( هـ ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=998636الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَيْ أَذَلَّهَا وَاسْتَعْبَدَهَا ، وَقِيلَ حَاسَبَهَا .
( هـ ) وَفِيهِ
إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الشِّرْكَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى مَا بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ إِرْثِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْحَجِّ وَالنِّكَاحِ وَالْمِيرَاثِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ الْإِيمَانِ . وَقِيلَ هُوَ مِنَ الدِّينِ : الْعَادَةِ ، يُرِيدُ بِهِ أَخْلَاقَهُمْ فِي الْكَرَمِ وَالشَّجَاعَةِ وَغَيْرِهَا .
[ ص: 149 ] وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=998638كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ أَيِ اتَّبَعَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ وَاتَّخَذَ دِينَهُمْ لَهُ دِينًا وَعِبَادَةً .
* وَفِي دُعَاءِ السَّفَرِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=996050أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ جَعَلَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ مِنَ الْوَدَائِعِ ; لِأَنَّ السَّفَرَ تُصِيبُ الْإِنْسَانَ فِيهِ الْمَشَقَّةُ وَالْخَوْفُ فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لِإِهْمَالِ بَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ ، فَدَعَا لَهُ بِالْمَعُونَةِ وَالتَّوْفِيقِ . وَأَمَّا الْأَمَانَةُ هَاهُنَا فَيُرِيدُ بِهَا أَهْلَ الرَّجُلِ وَمَالَهُ وَمَنْ يُخْلِفُهُ عِنْدَ سَفَرِهِ .
* وَفِي حَدِيثِ
الْخَوَارِجِ nindex.php?page=hadith&LINKID=998639يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يُرِيدُ أَنَّ دُخُولَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ خُرُوجَهُمْ مِنْهُ لَمْ يَتَمَسَّكُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ ، كَالسَّهْمِ الَّذِي دَخَلَ فِي الرَّمِيَّةِ ثُمَّ نَفَذَ فِيهَا وَخَرَجَ مِنْهَا وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ مِنْهَا شَيْءٌ . قَالَ
الْخَطَّابِيُّ : قَدْ أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ
الْخَوَارِجَ عَلَى ضَلَالَتِهِمْ فِرْقَةٌ مِنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَجَازُوا مُنَاكَحَتَهُمْ ، وَأَكْلَ ذَبَائِحِهِمْ ، وَقَبُولَ شَهَادَتِهِمْ . وَسُئِلَ عَنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ : أَكُفَّارٌ هُمْ ؟ قَالَ : مِنَ الْكُفْرِ فَرُّوا ، قِيلَ : أَفَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ، وَهَؤُلَاءِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . فَقِيلَ : مَا هُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ أَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا . قَالَ
الْخَطَّابِيُّ : فَمَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، أَرَادَ بِالدِّينِ الطَّاعَةَ : أَيْ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ ، وَيَنْسَلِخُونَ مِنْهَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
( س ) وَفِي حَدِيثِ
سَلْمَانَ إِنَّ اللَّهَ لَيَدِينُ لِلْجَمَّاءِ مِنْ ذَاتِ الْقَرْنِ أَيْ يَقْتَصُّ وَيَجْزِي . وَالدِّينُ : الْجَزَاءُ .
( س ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَمْرٍو لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ ، فَإِنْ كَانَ لَابُدَّ فَقُولُوا : اللَّهُمَّ دِنْهُمْ كَمَا يَدِينُونَنَا أَيِ اجْزِهِمْ بِمَا يُعَامِلُونَنَا بِهِ .
( هـ ) وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ إِنَّ فُلَانًا يَدِينُ وَلَا مَالَ لَهُ يُقَالُ : دَانَ وَاسْتَدَانَ وَادَّانَ مُشَدَّدًا : إِذَا أَخَذَ الدَّيْنَ وَاقْتَرَضَ ، فَإِذَا أَعْطَى الدَّيْنَ قِيلَ أَدَانَ مُخَفَّفًا .
( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ عَنْ
أُسَيْفِعِ جُهَيْنَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=998641فَادَّانَ مُعْرِضًا أَيِ اسْتَدَانَ مُعْرِضًا عَنِ الْوَفَاءِ .
[ ص: 150 ] وَفِيهِ
ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ ، مِنْهُمُ الْمِدْيَانُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ الْمِدْيَانُ : الْكَثِيرُ الدَّيْنِ الَّذِي عَلَتْهُ الدُّيُونُ ، وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنَ الدَّيْنِ لِلْمُبَالَغَةِ .
( س ) وَفِي حَدِيثِ
مَكْحُولٍ الدَّيْنُ بَيْنَ يَدَيِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَالْعُشْرُ بَيْنَ يَدَيِ الدَّيْنِ فِي الزَّرْعِ وَالْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ يَعْنِي أَنَّ الزَّكَاةَ تُقَدَّمُ عَلَى الدَّيْنِ ، وَالدَّيْنُ يُقَدَّمُ عَلَى الْمِيرَاثِ .