الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سبت ) فيه يا صاحب السبتين اخلع نعليك السبت بالكسر : جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال ، سميت بذلك ; لأن شعرها قد سبت عنها : أي حلق وأزيل . وقيل لأنها انسبتت بالدباغ : أي لانت ، يريد : يا صاحب النعلين . وفي تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع ، مثل قولهم : فلان يلبس الصوف والقطن والإبريسم : أي الثياب المتخذة منها . ويروى السبتيين ، على النسب إلى السبت . وإنما أمره بالخلع احتراما للمقابر ; لأنه كان يمشي بينها . وقيل لأنها كان بها قذر ، أو لاختياله في مشيه .

                                                          [ ص: 331 ] ( هـ ) ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قيل له : إنك تلبس النعال السبتية إنما اعترض عليه لأنها نعال أهل النعمة والسعة . وقد تكرر ذكرها في الحديث .

                                                          وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية : ما تسأل عن شيخ نومه سبات ، وليله هبات السبات : نوم المريض والشيخ المسن ، وهو النومة الخفيفة . وأصله من السبت : الراحة والسكون ، أو من القطع وترك الأعمال .

                                                          ( هـ ) وفيه ذكر يوم السبت وسبت اليهود وسبتت اليهود تسبت إذا أقاموا عمل يوم السبت . والإسبات : الدخول في السبت . وقيل سمي يوم السبت ; لأن الله - تعالى - خلق العالم في ستة أيام آخرها الجمعة ، وانقطع العمل ، فسمي اليوم السابع يوم السبت .

                                                          ومنه الحديث فما رأينا الشمس سبتا قيل أراد أسبوعا من السبت إلى السبت فأطلق عليه اسم اليوم ، كما يقال عشرون خريفا ، ويراد عشرون سنة . وقيل أراد بالسبت مدة من الزمان قليلة كانت أو كثيرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية