الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رفه ) ( هـ ) فيه أنه نهى عن الإرفاء هو كثرة التدهن والتنعم . وقيل التوسع في المشرب والمطعم ، وهو من الرفه : ورد الإبل ، وذاك أن ترد الماء متى شاءت ، أراد ترك التنعم والدعة ولين العيش ; لأنه من زي العجم وأرباب الدنيا .

                                                          ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فلما رفه عنه أي أريح وأزيل عنه الضيق والتعب .

                                                          ( س ) ومنه حديث جابر رضي الله عنه أراد أن يرفه عنه أي ينفس ويخفف .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء والأرض الرفاهية : السعة والتنعم : أي أنه ينطق بالكلمة [ ص: 248 ] على حسبان أن سخط الله - تعالى - لا يلحقه إن نطق بها وأنه في سعة من التكلم بها ، وربما أوقعته في مهلكة ، مدى عظمها عند الله ما بين السماء والأرض . وأصل الرفاهية : الخصب والسعة في المعاش .

                                                          ( س ) ومنه حديث سلمان رضي الله عنه : وطير السماء على أرفه خمر الأرض يقع قال الخطابي : لست أدري كيف رواه الأصم : بفتح الألف أو ضمها ؟ فإن كانت بالفتح فمعناه : على أخصب خمر الأرض ، وهو من الرفه ، وتكون الهاء أصلية . وإن كانت بالضم فمعناه الحد والعلم يجعل فاصلا بين أرضين ، وتكون التاء للتأنيث مثلها في غرفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية