الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خزم ) ( هـ ) فيه لا خزام ولا زمام في الإسلام الخزام : جمع خزامة ، وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي منخري البعير ، كانت بنو إسرائيل تخزم أنوفها وتخرق تراقيها ونحو ذلك من أنواع التعذيب ، فوضعه الله تعالى عن هذه الأمة ، أي لا يفعل الخزام في الإسلام .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا ، وأنه خزم أنفه بخزامة .

                                                          ومنه حديث أبي الدرداء اقرأ عليهم السلام ومرهم أن يعطوا القرآن بخزائمهم هي جمع خزامة ، يريد به الانقياد لحكم القرآن ، وإلقاء الأزمة إليه . ودخول الباء في " خزائمهم " مع كون " أعطى " يتعدى إلى مفعولين كدخولها في قوله : أعطى بيده : إذا انقاد ووكل أمره إلى من أطاعه [ ص: 30 ] وعنا له . وفيها بيان ما تضمنت من زيادة المعنى على معنى الإعطاء المجرد . وقيل : الباء زائدة . وقيل " يعطوا " مفتوحة الياء من عطا يعطو : إذا تناول ، وهو يتعدى إلى مفعول واحد ، ويكون المعنى : أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقه ، كما يؤخذ البعير بخزامته . والأول الوجه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث حذيفة إن الله يصنع صانع الخزم ويصنع كل صنعة الخزم بالتحريك : شجر يتخذ من لحائه الحبال ، الواحدة خزمة ، وبالمدينة سوق يقال له : سوق الخزامين . يريد أن الله يخلق الصناعة وصانعها ، كقوله تعالى : والله خلقكم وما تعملون ويريد بصانع الخزم صانع ما يتخذ من الخزم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية