الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( دور ) ( هـ ) فيه ألا أخبركم بخير دور الأنصار ؟ دور بني النجار ثم كذا وكذا الدور جمع دار وهي المنازل المسكونة والمحال ، وتجمع أيضا على ديار ، وأراد بها هاهنا القبائل ، وكل قبيلة اجتمعت في محلة سميت تلك المحلة دارا ، وسمي ساكنوها بها مجازا على حذف المضاف : أي أهل الدور .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث ما بقيت دار إلا بني فيها مسجد أي قبيلة .

                                                          * فأما قوله عليه الصلاة والسلام وهل ترك لنا عقيل من دار فإنما يريد به المنزل لا القبيلة .

                                                          ( س ) ومنه حديث زيارة القبور سلام عليكم دار قوم مؤمنين سمى موضع القبور دارا تشبيها بدار الأحياء لاجتماع الموتى فيها .

                                                          وفي حديث الشفاعة فأستأذن على ربي في داره أي في حضرة قدسه . وقيل في جنته ، فإن الجنة تسمى دار السلام . والله هو السلام .

                                                          * وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت الدارة أخص من الدار .

                                                          * وفي حديث أهل النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم هي جمع دارة وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه ، أراد أنها لا تأكلها النار لأنها محل السجود .

                                                          ( هـ ) وفيه إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض يقال : دار يدور ، واستدار يستدير بمعنى : إذا طاف حول الشيء وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه . ومعنى الحديث أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر وهو النسيء ليقاتلوا فيه ، ويفعلون ذلك سنة بعد سنة ، فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى يجعلوه في جميع شهور السنة ، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل ، ودارت السنة كهيئتها الأولى .

                                                          وفي حديث الإسراء قال له موسى عليه السلام : لقد داورت بني إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا هو " فاعلت " من دار بالشيء يدور به : إذا طاف حوله . ويروى راودت . [ ص: 140 ] * وفيه فيجعل الدائرة عليهم أي الدولة بالغلبة والنصر .

                                                          ( هـ ) وفيه مثل الجليس الصالح مثل الداري الداري بتشديد الياء : العطار . قالوا لأنه نسب إلى دارين ، وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب .

                                                          * ومنه كلام علي رضي الله عنه كأنه قلع داري أي شراع منسوب إلى هذا الموضع البحري .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية