الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خرب ) ( هـ ) فيه الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بخربة الخربة : أصلها العيب ، والمراد بها هاهنا الذي يفر بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه مما لا تجيزه الشريعة . والخارب أيضا : سارق الإبل خاصة ، ثم نقل إلى غيرها اتساعا ، وقد جاء في سياق الحديث في كتاب البخاري : أن الخربة : الجناية والبلية . قال الترمذي : وقد روي بخزية ، فيجوز أن يكون بكسر الخاء ، وهو الشيء الذي يستحيا منه ، أو من الهوان والفضيحة ، ويجوز أن يكون بالفتح وهو الفعلة الواحدة منها .

                                                          وفيه من اقتراب الساعة إخراب العامر وعمارة الخراب الإخراب : أن يترك الموضع خربا ، والتخريب الهدم ، والمراد ما تخربه الملوك من العمران وتعمره من الخراب شهوة لا إصلاحا ، ويدخل فيه ما يعمله المترفون من تخريب المساكن العامرة لغير ضرورة وإنشاء عمارتها .

                                                          [ ص: 18 ] وفي حديث بناء مسجد المدينة كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب ، فأمر بالخرب فسويت الخرب : يجوز أن يكون بكسر الخاء وفتح الراء جمع خربة ، كنقمة ونقم ، ويجوز أن تكون جمع خربة بكسر الخاء وسكون الراء على التخفيف كنعمة ونعم ، ويجوز أن يكون الخرب بفتح الخاء وكسر الراء كنبقة ونبق ، وكلمة وكلم . وقد روي بالحاء المهملة والثاء المثلثة ، يريد به الموضع المحروث للزراعة .

                                                          ( هـ ) وفيه أنه سأله رجل عن إتيان النساء في أدبارهن ، فقال : في أي الخربتين ، أو في أي الخرزتين ، أو في أي الخصفتين يعني في أي الثقبين . والثلاثة بمعنى واحد ، وكلها قد رويت .

                                                          ومنه حديث علي كأني بحبشي مخرب على هذه الكعبة يريد مثقوب الأذن . يقال مخرب ومخرم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث المغيرة كأنه أمة مخربة أي مثقوبة الأذن . وتلك الثقبة هي الخربة .

                                                          وفي حديث ابن عمر في الذي يقلد بدنته ويبخل بالنعل ، قال : يقلدها خرابة يروى بتخفيف الراء وتشديدها ، يريد عروة المزادة . قال أبو عبيد : المعروف في كلام العرب أن عروة المزادة خربة ، سميت بها لاستدارتها ، وكل ثقب مستدير خربة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عبد الله ولا سترت الخربة يعني العورة . يقال : ما فيه خربة : أي عيب .

                                                          وفي حديث سليمان عليه السلام كان ينبت في مصلاه كل يوم شجرة ، فيسألها ما أنت ؟ فتقول : أنا شجرة كذا أنبت في أرض كذا ، أنا دواء من داء كذا ، فيأمر بها فتقطع ، ثم تصر ويكتب على الصرة اسمها ودواؤها ، فلما كان في آخر ذلك نبتت الينبوتة ، فقال : ما أنت ؟ فقالت : أنا الخروبة . وسكتت ، فقال : الآن أعلم أن الله قد أذن في خراب هذا المسجد وذهاب هذا الملك فلم يلبث أن مات .

                                                          [ ص: 19 ] ( هـ ) وفيه ذكر " الخريبة " هي بضم الخاء مصغرة : محلة من محال البصرة ينسب إليها خلق كثير .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية