الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 26 ] ( خرق ) ( هـ ) فيه أنه نهى أن يضحى بشرقاء أو خرقاء الخرقاء التي في أذنها ثقب مستدير . والخرق : الشق .

                                                          ومنه الحديث في صفة البقرة وآل عمران كأنهما خرقان من طير صواف هكذا جاء في حديث النواس ، فإن كان محفوظا بالفتح فهو من الخرق : أي ما انخرق من الشيء وبان منه ، وإن كان بالكسر فهو من الخرقة : القطعة من الجراد . وقيل الصواب " خزقان " بالحاء المهملة والزاي ، من الحزقة وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما .

                                                          ومنه حديث مريم عليها السلام فجاءت خرقة من جراد فاصطادت وشوته .

                                                          وفيه الرفق يمن والخرق شؤم الخرق بالضم : الجهل والحمق . وقد خرق يخرق خرقا فهو أخرق . والاسم الخرق بالضم .

                                                          ومنه الحديث تعين صانعا أو تصنع لأخرق أي جاهل بما يجب أن يعمله ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها .

                                                          ومنه حديث جابر فكرهت أن أجيئهن بخرقاء مثلهن أي حمقاء جاهلة ، وهي تأنيث الأخرق .

                                                          ( هـ ) وفي حديث تزويج فاطمة عليا رضي الله عنهما فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء أي خجلة مدهوشة ، من الخرق : التحير . وروي أنها أتته تعثر في مرطها من الخجل .

                                                          ومنه حديث مكحول فوقع فخرق أراد أنه وقع ميتا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق ، وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا ، أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه ، ويفسره حديث ابن عباس : البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب .

                                                          ومنه الحديث إن أيمن وفتية معه حلوا أزرهم وجعلوها مخاريق واجتلدوا بها ، فرآهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا من الله استحيوا ، ولا من رسوله استتروا . وأم أيمن تقول : استغفر لهم ، فبلأي ما استغفر لهم .

                                                          وفي حديث ابن عباس عمامة خرقانية كأنه لواها ثم كورها كما يفعله أهل [ ص: 27 ] الرساتيق . هكذا جاء في رواية . وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم والفتح وغير ذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية