الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( دبر ) في حديث ابن عباس كانوا يقولون في الجاهلية : إذا برأ الدبر وعفا الأثر الدبر بالتحريك : الجرح الذي يكون في ظهر البعير . يقال : دبر يدبر دبرا . وقيل : هو أن يقرح خف البعير .

                                                          ( س ) ومنه حديث عمر أنه قال لامرأة : أدبرت وأنقبت أي دبر بعيرك وحفي . يقال : أدبر الرجل : إذا دبر ظهر بعيره ، وأنقب : إذا حفي خف بعيره .

                                                          ( هـ ) وفيه لا تقاطعوا ولا تدابروا أي لا يعطي كل واحد منكم أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : رجل أتى الصلاة دبارا أي بعد ما يفوت وقتها . وقيل دبار جمع دبر ، وهو آخر أوقات الشيء ، كالإدبار في قوله تعالى وأدبار السجود ويقال : فلان ما يدري قبال الأمر من دباره : أي ما أوله من آخره . والمراد أنه يأتي الصلاة حين أدبر وقتها .

                                                          ( س ) ومنه الحديث لا يأتي الجمعة إلا دبرا يروى بالفتح والضم ، وهو منصوب على الظرف .

                                                          ومنه حديث ابن مسعود ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا .

                                                          [ ص: 98 ] وحديث أبي الدرداء رضي الله عنه هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا .

                                                          ( هـ ) والحديث الآخر لا يأتي الصلاة إلا دبريا يروى بفتح الباء وسكونها ، وهو منسوب إلى الدبر : آخر الشيء ، وفتح الباء من تغييرات النسب ، وانتصابه على الحال من فاعل " يأتي " .

                                                          وفي حديث الدعاء وابعث عليهم بأسا تقطع به دابرهم أي جميعهم حتى لا يبقى منهم أحد . ودابر القوم : آخر من يبقى منهم ويجيء في آخرهم .

                                                          ومنه الحديث أيما مسلم خلف غازيا في دابرته أي من بقي بعده .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا أي يخلفنا بعد موتنا . يقال : دبرت الرجل : إذا بقيت بعده .

                                                          وفيه إن فلانا أعتق غلاما له عن دبر أي بعد موته . يقال : دبرت العبد : إذا علقت عتقه بموتك ، وهو التدبير : أي أنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت . وقد تكرر في الحديث .

                                                          وفي حديث أبي هريرة إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم هو بالفتح : الهلاك .

                                                          ( س ) وفي الحديث نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور هو بالفتح : الريح التي تقابل الصبا والقبول . قيل : سميت به لأنها تأتي من دبر الكعبة ، وليس بشيء ، وقد كثر اختلاف العلماء في جهات الرياح ومهابها اختلافا كثيرا فلم نطل بذكر أقوالهم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، قال له أبو جهل يوم بدر وهو صريع : لمن الدبرة أي الدولة والظفر والنصرة ، وتفتح الباء وتسكن . ويقال : على من الدبرة أيضا : أي الهزيمة .

                                                          ( هـ ) وفيه نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة المدابرة : أن يقطع من مؤخر أذن الشاة شيء ثم يترك معلقا كأنه زنمة .

                                                          ( هـ ) وفيه أما سمعته من معاذ يدبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يحدث به عنه . قال ثعلب : إنما هو يذبره ، بالذال المعجمة : أي يتقنه . قال الزجاج : الذبر : القراءة .

                                                          [ ص: 99 ] ( هـ ) وفيه أرسل الله عليهم مثل الظلة من الدبر هو بسكون الباء : النحل . وقيل : الزنابير . والظلة : السحاب .

                                                          ومنه حديث سكينة جاءت إلى أمها وهي صغيرة تبكي ، فقالت : ما بك ؟ قالت : مرت بي دبيرة فلسعتني بأبيرة هي تصغير الدبرة : النحلة .

                                                          ( هـ س ) وفي حديث النجاشي ما أحب أن يكون دبرى لي ذهبا وأني آذيت رجلا من المسلمين هو بالقصر : اسم جبل . وفي رواية ما أحب أن لي دبرا من ذهب الدبر بلسانهم : الجبل ، هكذا فسر ، وهو في الأولى معرفة ، وفي الثانية نكرة .

                                                          وفي حديث قيس بن عاصم إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر أي التي أدبر خيرها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية