الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شرك ) ( س ) فيه الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل يريد به الرياء في العمل ، فكأنه أشرك في عمله غير الله .

                                                          * ومنه قوله تعالى ولا يشرك بعبادة ربه أحدا يقال شركته في الأمر أشركه شركة ، والاسم الشرك . وشاركته إذا صرت شريكه . وقد أشرك بالله فهو مشرك إذا جعل له شريكا . والشرك : الكفر .

                                                          [ ص: 467 ] ( س ) ومنه الحديث من حلف بغير الله فقد أشرك حيث جعل ما لا يحلف به محلوفا به كاسم الله الذي يكون به القسم .

                                                          ( س ) ومنه الحديث الطيرة شرك ، ولكن الله يذهبه بالتوكل جعل التطير شركا بالله في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر ، وليس الكفر بالله ; لأنه لو كان كفرا لما ذهب بالتوكل .

                                                          * وفيه من أعتق شركا له في عبد أي حصة ونصيبا .

                                                          ( هـ ) وحديث معاذ أنه أجاز بين أهل اليمن الشرك أي الاشتراك في الأرض ، وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك .

                                                          ( هـ ) وحديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إن شرك الأرض جائز .

                                                          * ومنه الحديث أعوذ بك من شر الشيطان وشركه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى . ويروى بفتح الشين والراء : أي حبائله ومصايده . واحدها شركة .

                                                          ( س ) ومنه حديث عمر كالطير الحذر يرى أن له في كل طريق شركا .

                                                          * وفيه الناس شركاء في ثلاث : الماء والكلأ والنار أراد بالماء ماء السماء والعيون والأنهار الذي لا مالك له ، وأراد بالكلأ المباح الذي لا يختص بأحد ، وأراد بالنار الشجر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه . وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقا . وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة . والصحيح الأول .

                                                          * وفي حديث تلبية الجاهلية لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك يعنون بالشريك الصنم ، يريدون أن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقربون بها إليه ملك لله تعالى ، فذلك معنى قولهم : تملكه وما ملك .

                                                          ( س ) وفيه أنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفيء بقدر الشراك الشراك : أحد سيور [ ص: 468 ] النعل التي تكون على وجهها ، وقدره هاهنا ليس على معنى التحديد ، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يرى من الظل ، وكان حينئذ بمكة هذا القدر . والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، وإنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل . فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم ير لشيء من جوانبها ظل ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومعدل النهار يكون الظل فيه أقصر ، وكل ما بعد عنهما إلى جهة الشمال يكون الظل [ فيه ] أطول .

                                                          [ هـ ] وفي حديث أم معبد :

                                                          تشاركن هزلى مخهن قليل

                                                          أي عمهن الهزال ، فاشتركن فيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية