الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو قال لإحدى زوجتيه : أنت طالق واحدة ، لا بل هذه ثلاثا ، طلقت الأولى واحدة وطلقت الثانية ثلاثا ؛ لأنه استدرك بالثانية الإضراب عن طلاق الأولى ، فطلقت الثانية ولم يقع طلاق الأولى ، ولكن لو قال لزوجة واحدة أنت طالق واحدة ، لا بل ثلاثا إن دخلت الدار ، قال أبو بكر بن الحداد المصري في فروعه : طلقت في الحال واحدة ، وطلقت بدخول الدار تمام الثلاث إن كانت مدخولا بها فجعل الشرط راجعا إلى الثلاثة وحدها ، وجعل الأولى بآخره بغير شرط ، لإضرابه عنها باستدراك الثلاث بالشرط ، وهذا قياس قول أبي العباس في قوله : أنت طالق واحدة بل ثنتين ، أنها تطلق ثلاثا ، وهذا الذي قاله ابن الحداد ، ليس بصحيح عندي لدخول الواحدة في الثلاث ، فاقتضى أن يكون الشرط راجعا إلى الجميع ، ولا تطلق قبل دخول الدار شيئا ، فإذا دخلتها طلقت ثلاثا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية