الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سوأ ) ( س ) فيه سألت ربي أن لا يسلط على أمتي عدوا من سواء أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم أي من غير أهل دينهم . سواء بالفتح والمد مثل سوى بالكسر والقصر ، كالقلاء والقلى .

                                                          ( س ) وفي صفته صلى الله عليه وسلم سواء البطن والصدر أي هما متساويان لا ينبو أحدهما عن الآخر . وسواء الشيء : وسطه لاستواء المسافة إليه من الأطراف .

                                                          * ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه والنسابة أمكنت من سواء الثغرة أي وسط ثغرة النحر .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن مسعود يوضع الصراط على سواء جهنم .

                                                          * وحديث قس فإذا أنا بهضبة في تسوائها أي في الموضع المستوي منها ، والتاء زائدة للتفعال . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي رضي الله عنه كان يقول : حبذا أرض الكوفة ، أرض سواء سهلة أي مستوية . يقال : مكان سواء : أي متوسط بين المكانين . وإن كسرت السين فهي الأرض التي ترابها كالرمل .

                                                          * وفيه لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا ، فإذا تساووا هلكوا معناه أنهم إنما يتساوون إذا رضوا بالنقص وتركوا التنافس في طلب الفضائل ودرك المعالي . وقد يكون ذلك خاصا في الجهل ، وذلك أن الناس لا يتساوون في العلم ، وإنما يتساوون إذا كانوا كلهم جهالا . وقيل أراد بالتساوي التحزب والتفرق ، وألا يجتمعوا على إمام ، ويدعي كل واحد الحق لنفسه فينفرد برأيه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي صلى بقوم فأسوى برزخا فعاد إلى مكانه فقرأه الإسواء في القراءة والحساب كالإشواء في الرمي : أي أسقط وأغفل . والبرزخ : ما بين الشيئين . قال الهروي : ويجوز أشوى بالشين بمعنى أسقط . والرواية بالسين .

                                                          [ ص: 428 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية