الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
269 - حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا ابن أبي أويس ، حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن زياد النميري ، عن أنس بن مالك ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنا أول من ينفلق الأرض عن جمجمته ، ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يفتح له الجنة ولا فخر ، فآخذ بحلقة الجنة ، فأستفتح فيقال : من هذا ؟ فأقول : محمد ، فيفتح لي ، فيستقبلني وجه الجبار - تبارك وتعالى - ، فأخر له ساجدا ، فيقول : " يا محمد ، قل ، يسمع ، واشفع ، تشفع ، وسل تعطه! " ، فأقول : يا رب! أمتي أمتي ؟ ! ، فيقول : " اذهب فمن وجدت في قلبه ، مثقال حبة من شعير إيمانا ، فأدخله الجنة " ، فأذهب ، فأدخل من شاء الله برحمته .

ثم أدخل الجنة فيستقبلني الجبار - تبارك وتعالى - ، فأخر له ساجدا ، فيقول : " يا محمد! ، قل ، يسمع ، واشفع ، تشفع ، وسل تعطه! " ، فأقول : يا رب! ، أمتي أمتي ؟ ! ، فيقول : " اذهب ، فمن وجدت في قلبه نصف مثقال حبة من شعير إيمانا ، فأدخله الجنة! " ، فأذهب ، فأدخل من شاء الله برحمته أن يدخل ، ثم أدخل فيستقبلني الجبار - تبارك وتعالى - ، فأخر له ساجدا ، فيقول : " يا محمد! ، قل ، يسمع ، واشفع ، تشفع ، وسل تعطه! " ، فأقول : يا رب! أمتي أمتي ؟ ! ، فيقول : " اذهب ، فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فأدخله الجنة! " ، فأذهب ، فأميز ، وأدخل [ ص: 279 ] من شاء الله ، أن يدخل برحمته ، وآخذ من شاء بذنبه فأدخله النار ، فقال ناس كانوا يشركون بالله ، لناس لم يشركوا ، أدخلهم الله النار بذنوبهم : ما أغنى عنكم إسلامكم ؟ ، فيقول الله - تبارك وتعالى - : " بعزتي ، وجبروتي ، وعلو مكاني ، لأخرجنهم منها " ، فيخرجون فيلقون في نهر الحياة ، فينبتون كما ينبت الحبة في حميل السيل ، أولم تروا ما يلي الشمس منها أخضر ، وما يلي الظل أصفر ؟ قالوا : يا رسول الله! ، لقد كنت دعيت ، فيقولون : هؤلاء الجهنميون ، فيقول الرحمن : " لا تقولوا الجهنميون ، ولكن قولوا : هؤلاء عتقاء الرحمن " .


التالي السابق


الخدمات العلمية