الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
275 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن رافع ، قالا : ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، في قوله : ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة قال : قال الناس : يا رسول الله! ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : " هل تضارون في رؤية الشمس ، ليس دونها سحاب ؟ ! " قالوا : لا ، يا رسول الله! ، فقال : " هل تضارون في القمر ليلة البدر ، ليس دونه [ ص: 293 ] سحاب ؟ " فقالوا : لا ، يا رسول الله! ، " فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد القمر ، القمر ، ومن كان يعبد الشمس ، الشمس ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت ، الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله ، فيقول : أنا ربكم ، فيعرفونه ، فيتبعونه ، ويضرب جسر على جهنم " ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فأكون أول من يجوزه ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم ، سلم ، وبها كلاليب كشوك السعدان ، هل تعرفون شوك السعدان ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله! ، قال : " فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم الموبق بعمله ، ومنهم المخردل ، ثم يتجلى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد ، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم ، ممن كان شهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا ، فيصب عليه من ماء ، يقال له ماء الحياة ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل " . [ ص: 294 ]

قال أبو عبد الله : وأحدهما يزيد على الآخر الشيء ، والمعنى واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية