الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
285 - حدثنا هدبة ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عمارة القرشي ، عن أبي بردة ، قال : وفدت إلى الوليد بن عبد الملك ، وكان الذي يعمل في حوائجي عمر بن عبد العزيز ، فلما قضيت حوائجي أتيته فودعته ، وسلمت عليه ثم مضيت ، فذكرت حديثا ، حدثني به أبي ، سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأحببت أن أحدثه : لما أولاني في قضاء حوائجي ، فرجعت إليه ، فلما رآني ، قال : لقد رد الشيخ حاجة ، فلما قربت منه ، قال : ما ردك ؟ ، أليس قد قضيت حوائجك ؟ ! قلت : بلى ، ولكن حديث سمعته من أبي ، سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ ص: 310 ] فأحببت أن أحدثك به ؛ لما أوليتني ، قال : وما هو ؟ قلت : حدثني أبي ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا كان يوم القيامة ، مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، فذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا ، ويبقى أهل التوحيد ، فيقال لهم : ما ينتظرون ، وقد ذهب الناس ؟ ! فيقولون : إن لنا ربا ، كنا نعبده في الدنيا ، لما نراه ، قال : وتعرفونه إذا رأيتموه ؟ ! فيقولون : نعم ، فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ قالوا : إنه لا شبه له ، فيكشف لهم عن الحجاب ، فينظرون إلى الله - تبارك وتعالى - ، فيخرون له سجدا ، وتبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون السجود فلا يستطيعون ، فيقول الله : " عبادي ارفعوا رؤوسكم ، فقد جعلت بدل كل رجل منكم رجلا من اليهود ، والنصارى في النار " ، فقال عمر بن عبد العزيز : والله الذي لا إله إلا هو ، لحدثك أبوك هذا الحديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحلف له ثلاثة أيمان على ذلك ، فقال عمر بن عبد العزيز : ما سمعت في أهل التوحيد ، بحديث هو أحب إلي من هذا . [ ص: 311 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية