19 - (  343  ) : حدثنا  يونس بن عبد الأعلى ،  قال : ثنا  ابن وهب  قال : حدثني  ابن لهيعة ،  وعبد الرحمن بن شريح ،   ويحيى بن أيوب ،  عن عبيد الله بن المغيرة السبائي ،  عن أبي فراس ،  عن  عبد الله بن عمرو ،  قال : يضحك الله إلى صاحب البحر ، ثلاث مرات ، حين يركبه ويتخلى من أهله وماله وحين يميد وحين يرى إلى إما شاكرا وإما كفورا " .  
 [ ص: 582 ] قال  أبو بكر :  قد كنت أعلمت قبل هذا الباب : أن العلماء لم يختلفوا أن المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة ، جل ربنا وعز ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل المؤمنين ، يرى خالقه ، جل وعز ، يوم القيامة ، وإنما اختلفوا هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم ربه ، عز وجل ، قبل نزول المنية بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطاني بعض أصحابي كتابا منذ أيام منسوبا إلى بعض الجهمية  رأيت في ذلك الكتاب عن  محمد بن جابر  عن  أبي إسحاق  عن هبيرة بن يريم ،  عن  ابن مسعود  قال : (من زعم أن الله يرى جهرة فقد أشرك ، ومن زعم أن موسى  سأل ربه أن يراه جهرة فقد أشرك) .  [ ص: 583 ] واحتج الجهمي بهذا الخبر ، ادعى : أن الله تعالى لا يرى ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرى ربه يوم القيامة ، ولا المؤمنون وهذا الخبر كذب موضوع ، باطل ، وضعه بعض الجهمية ،  وعندنا بحمد الله ونعمته خبران بإسنادين متصلين عن  ابن مسعود ،  خلاف هذا الخبر الموضوع في خبر  أبي عبيدة ،  عن  مسروق ،  عن  عبد الله بن مسعود ،  قال :  " يجمع الله الناس يوم القيامة ، فينادي مناد : يا أيها الناس ، ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم أن يولي كل إنسان ما كان يعبد في الدنيا ، ويتولى ؟ 
أليس ذلك عدل من ربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فلينطلق كل إنسان منكم إلى ما كان يتولى في الدنيا ، قال : يمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، قال : يمثل لمن كان يعبد عيسى  شيطان عيسى ، ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير ، حتى يمثل لهم الشجرة والعود ، والحجر ويبقى أهل الإسلام جثوما ، فيقول لهم : ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس ؟ فيقولون : إن لنا ربا ما رأيناه (بعد ، قال : فيقول : بم تعرفون ربكم ، إن  [ ص: 584 ] رأيتموه ؟ قالوا : بيننا وبينه علامة ، إن رأيناه) عرفناه ، قال وما هي ؟ قال : فيكشف عن ساق ، قال : فيخر كل من كان لظهره طبق ساجدا ، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر " . 
الحديث بطوله وفي الخبر : أن  ابن مسعود  قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يحدث مرارا ، فلما بلغ هذا المكان من الحديث ما ذكر موضعا من الحديث (إلا ضحك) . 
				
						
						
