الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
48 - (باب ذكر أخبار رويت عن عائشة رضي الله عنها) :

في إنكار رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم تسليما ، قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا ، لم يختلفوا ولم يشكوا ولم يرتابوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة عيانا ، وإنما اختلف العلماء : هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم خالقه ؟ عز وجل ، قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم ، لا أنهم قد اختلفوا في رؤية المؤمنين خالقهم يوم القيامة ، فتفهموا المسألتين ، لا تغالطوا فتصدوا عن سواء السبيل .

1 - ( 323 ) : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : ثنا ابن علية قال : ثنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : [ ص: 549 ] " كنت متكئا عند عائشة - رضي الله عنها - فقالت : يا أبا عائشة : ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية ، (قلت : وما هن ؟ قالت : من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ، قال : وكنت متكئا فجلست فقلت : يا أم المؤمنين : انظريني ولا تعجلين ، ألم يقل الله : ولقد رآه بالأفق المبين ، ولقد رآه نزلة أخرى ؟

فقالت (رضي الله عنها) : أنا أول هذه الأمة ، سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : " جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين [ ص: 550 ] المرتين ، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض ، قالت : أو لم تسمع أن الله يقول : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير قالت : أو لم تسمع أن الله يقول : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ( أو من وراء حجاب . . . . ) قرأت إلى قوله : علي حكيم ، قالت : ومن زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، ( وإن لم تفعل فما بلغت ) . . . . . . قرأت إلى قوله والله يعصمك من الناس ، قالت : ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد ، فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله
.

التالي السابق


الخدمات العلمية