الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11 - ( 228 ) : حدثناه محمد بن بشار بندار ، قال : ثنا محمد ، عن شعبة ، عن سماك . . . . خرجته بطوله في كتاب " الصدقات " ، من كتاب الكبير .

ورواه أيضا :

قيس بن الربيع ، عن سماك بن حرب ، قال : حدثني عباد بن حبيش ، عن عدي بن حاتم الطائي ، قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد ، فقال : [ ص: 382 ] يا قوم هذا عدي بن حاتم - وكنت نصرانيا وجئت بغير أمان ولا كتاب - ، فلما دفعت إليه : أخذ بثيابي - ، وقد كان قبل ذاك ، قال : إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي ، قال : فقام فلقيته امرأة وصبي معها ، فقالا : إن لنا إليك حاجة ، فقام معهما ، حتى قضى حاجتهما .

ثم أخذ بيدي ، حتى أتى داره ، فألقيت له وسادة ، فجلس عليها ، وجلست بين يديه ، فحمد الله . . . . ، وأثنى عليه ، ثم قال : ما أفرك ؟ : أن يقال : الله أكبر ، فهل تعلم شيئا أكبر من الله ؟ . قال : قلت : لا ، قال : فإن اليهود مغضوب عليهم ، وإن النصارى ضلال . قال : قلت : فإني حنيف مسلم ، قال : فرأيت وجهه ينبسط فرحا ، قال : ثم أمرني ، فنزلت على رجل من الأنصار ، قال : فجعلت آتيه طرفي النهار ، قال : فبينما أنا عشية عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه قوم في ثياب من صوف من هذه النمار . قال : فصلى ، ثم قام ، فحث عليهم ، ثم قال : ولو بصاع ، أو نصف صاع ، ولو بقبضة ، ولو نصف قبضة ، يقي أحدكم حر جهنم أو النار ، ولو بتمرة ، ولو بشق التمرة ، فإن أحدكم لاقي الله تبارك وتعالى ، فقائل له ما أقول لكم : فيقول : " ألم أجعل لك سمعا ؟ [ ص: 383 ] ألم أجعل لك بصرا ؟ " ، فيقول : بلى ، " ألم أجعل لك مالا وولدا ؟ " ، فيقول : بلى ، " فأين ما قدمت لنفسك ؟ " .

قال : فينظر أمامه وخلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، فلا يجد شيئا يقي به وجهه ، فليق أحدكم وجهه النار ، ولو بشق تمرة ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإني لا أخاف عليكم الفاقة ، إن الله ناصركم ، ومعطيكم حتى تسير الظعينة ، فيما بين يثرب والحيرة ، أو أكثر ما تخاف على مطيتها السرق ، قال : فجعلت أقول في نفسي ، أين لصوص طيئ ؟ .


التالي السابق


الخدمات العلمية