الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21 - ( 509 ) : فحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الرزاق قال : ثنا معمر ، عن الزهري ، قال : حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إني قد أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي . ولوددت أنك جئت ، فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أفعل إن شاء الله ، قال : فمر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر ، فاستتبعه ، فانطلق معه ، فاستأذن ، فدخل (على) فقال : وهو قائم : أين تريد أن أصلي ؟ قال : فأشرت له حيث أريد ، قال : ثم حبسته على خزير صنعناه له ، فسمع به أهل الوادي - يعني به أهل الدار - فثابوا إليه حتى امتلأ البيت ، فقال رجل : أين مالك بن الدخشم ، فقال رجل : إن ذلك رجل منافق ، لا يحب الله ولا رسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقول ، وهو يقول لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله فقال : يا رسول الله ، أما نحن ، فنرى وجهه ، وحديثه إلى المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيضا لا تقول ، وهو يقول لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ، قال : بلى ، [ ص: 783 ] يا رسول الله ، قال : فلن يوافي عبد ، يوم القيامة ، يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، إلا حرم على النار) قال محمود : فحدثت بهذا الحديث نفرا فيهم أبو أيوب الأنصاري ، فقال : ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ما قلت ، قال : فآليت إن رجعت إلى عتبان بن مالك أن أسأله ، فرجعت إليه ، فوجدته شيخا كبيرا أمام قومه ، وقد ذهب بصره ، فجلست إلى جنبه ، فسألته عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة قال معمر : فكان الزهري إذا حدث بهذا الحديث ، قال : ثم نزلت فرائض وأمور ، نرى أن الأمر انتهى إليها ، فمن استطاع أن لا يفتر ، فلا يفتر . .

التالي السابق


الخدمات العلمية