الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8 - ( 358 ) : وثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا محمد بن كثير الثقفي ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال : " يطول يوم [ ص: 615 ] القيامة على الناس فيقول : بعضهم لبعض ، : انطلقوا بنا إلى آدم ، أبي البشر ، فيشفع لنا إلى ربه ، فليقض بيننا ، فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم : أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته ، اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، ولكن ائتوا نوحا ، فإنه رأس النبيين ، فيأتون نوحا ، فيقولون : يا نوح اشفع لنا إلى ربك ، ليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله ، فيأتون إبراهيم ، فيقولون : يا إبراهيم : اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، ولكن ائتوا موسى ، الذي اصطفاه الله برسالاته وبكلامه ، قال : فيأتون موسى فيقولون : يا موسى : اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، أرأيتم لو كان متاعا في وعاء قد ختم عليه ، كان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الختم ، قال : قال محمد خاتم النبيين : قد حضر اليوم ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيأتون محمدا ، فيقولون : يا محمد : اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فأقول : أنا لها ، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى قال : فآتي باب الجنة ، فأقرع الباب : فيقال : من أنت ؟ فأقول محمد ، فيفتح لي ، فآتي ربي وهو على سريره أو على كرسيه فأخر ساجدا ، فأحمده بمحامد ، لم يحمده بها أحد كان قبلي ، ولا يحمده بها أحد كان بعدي ، فيقول : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع [ ص: 616 ] رأسي ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة (من إيمان) قال :

فأخرجهم ثم أعود فأسجد ، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ، ولا يحمده بها أحد كان بعدي ، فيقول : ارفع رأسك وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : أى ربي ، أمتي أمتي ، فيقول : أخرج من كان في قلبه مثقال برة ، فأخرجهم ، ثم أعود فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد كان بعدي ، فيقول : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي . فيقول : أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة ، فأخرجهم " .

وقال حميد : في الثالثة " أخرج من كان في قلبه أدنى شيء " .


التالي السابق


الخدمات العلمية