الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9 - ( 457 ) : حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : ثنا حماد - يعني ابن زيد - قال : ثنا معبد بن هلال العنزي ، قال : انطلقنا إلى أنس بن مالك ، في زمن الثمرة ، ومعنا ثابت البناني ، لهذا الحديث ، فاستأذن ثابت ، فأذن لنا ، ودخلنا عليه ، وأجلس ثابتا معه على سريره ، أو قال ، على فراشه قال : فقلت لأصحابنا : لا تسألوه عن شيء ، إلا عن هذا الحديث ، فإنا خرجنا له ، قال ثابت : يا أبا حمزة ، إن إخوانك من أهل [ ص: 715 ] البصرة ، جاؤوك يسألونك عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشفاعة ، فقال : نعم ، حدثنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض قال : فيؤتى آدم عليه السلام فيقال : آدم ، اشفع في ذريتك قال : فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم ، فإنه خليل الله ، فيؤتى إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله ، فيؤتى موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى ، فيقول : لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فأوتى ، فأقول : أنا لها فأنطلق ، فأستأذن على ربي ، فيؤذن لي عليه ، فأقوم بين يديه ، ويلهمني محامد ، لا أقدر عليها الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر ساجدا ، فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل ، يسمع ، وسل ، تعطه ، واشفع ، تشفع فأقول : يا رب أمتي ، أمتي ، قال : فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه إما إن قال مثقال برة ، وإما إن قال : مثقال شعيرة من الإيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود ، فأحمده بتلك المحامد ، وأخر ساجدا قال : فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل : يسمع ، وسل تعطه ، واشفع ، تشفع ، فأقول : يا رب أمتي ، أمتي قال : فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة خردل ، من الإيمان ، فأخرجه من النار ، ثلاث مرات ، فأنطلق ، فأفعل ، قال معبد : فأقبلنا حتى إذا كنا بظهر الجبان ، قلت : لو ملنا إلى الحسن وهو مستخف في منزل أبي خليفة ، قال : فدخلنا عليه ، فقلنا : يا أبا سعيد ، جئنا من عند أخيك أبي حمزة وحدثناه ، حتى إذا فرغنا ، قال : ما حدثكم إلا بهذا ؟ قلنا : ما زادنا على هذا ، قال : فقال الحسن : لقد حدثني منذ عشرين سنة ، فما أدري أنسي الشيخ ، أم كره أن يحدثكم فتتكلوا ، قال : فقالوا : يا أبا سعيد ، حدثنا ، فضحك ، وقال : (خلق الإنسان عجولا) ، إني [ ص: 716 ] لم أذكره إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ، حدثني كما حدثكم منذ عشرين سنة ثم قال : فأقوم الرابعة ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، قال : فيقال لي : ارفع رأسك ، وقل ، يسمع لك ، وسل تعط واشفع ، تشفع ، قال : فأرفع رأسي ، فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، قال : فيقال : ليس لك ذلك ، ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " .

قال أبو بكر : ليس في هذا الخبر زنة الدينار ولا نصفه وفي آخره زيادة ذكر أدنى من مثقال حبة من خردل .

التالي السابق


الخدمات العلمية