الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4 - ( 495 ) : وحدثنا أبو موسى ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا سعيد عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته) هذا حديث يزيد بن زريع ، لم يذكر أبو موسى الكعبين ، وقال في أحدهما : (حقويه) وقال الآخر : (حجزته) .

قال أبو بكر : قد روينا أخبارا عن النبي صلى الله عليه وسلم يحسب كثير من أهل الجهل والعناد أها خلاف هذه الأخبار التي ذكرناها مع كثرتها وصحة سندها وعدالة ناقليها في الشفاعة ، وفي إخراج بعض أهل التوحيد من النار بعدما أدخلوها بذنوبهم وخطاياهم وليست بخلاف تلك الأخبار عندنا ، بحمد الله ونعمته ، وأهل الجهل الذين ذكرتهم في هذا الفصل صنفان :

صنف : منهم الخوارج والمعتزلة ، أنكرت إخراج أحد من النار ممن يدخل النار ، وأنكرت هذه الأخبار التي ذكرناها في الشفاعة .

[ ص: 770 ] الصنف الثاني : الغالية من المرجئة التي تزعم أن النار حرمت على من قال لا إله إلا الله ، تتأول هذه الأخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللفظة على خلاف تأويلها .

فأول ما نبدأ بذكر الأخبار ، بأسانيدها ، وألفاظ متونها ثم نبين معانيها بعون الله ومشيئته ، ونشرح ونوضح أنها ليست بمخالفة للأخبار التي ذكرناها في الشفاعة ، وفي إخراج من قضى الله إخراجهم من أهل التوحيد من النار .

فمنها الأخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل ، من إيمان) .

التالي السابق


الخدمات العلمية