الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6 - ( 40 ) : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : أخبرني أبي قال : ثنا المثنى بن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي أيوب - وهو الأزدي - عبد الملك بن مالك المراغي ، عن أبي هريرة ، - رضي الله عنه - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا قاتل أحدكم فيجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته " .

قال أبو بكر : توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله : " على صورته " يريد صورة الرحمن - عز ربنا وجل - عن أن يكون هذا معنى الخبر ، بل معنى قوله : " خلق آدم على صورته " ، الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب ، والمشتوم ، أراد - صلى الله عليه وسلم - أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب ، الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب ، والذي قبح وجهه ، فزجر - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : " ووجه من أشبه وجهك " ؛ لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه ، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك ، كان مقبحا وجه آدم - صلوات الله [ ص: 85 ] عليه وسلامه - ، الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم ، فتفهموا - رحمكم الله - معنى الخبر ، لا تغلطوا ولا تغالطوا ، فتضلوا عن سواء السبيل ، وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال .

التالي السابق


الخدمات العلمية