13 - باب فرض الصلاة وسننها  
قال الله عز وجل : " ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام   . يعني - والله أعلم - نحو المسجد الحرام ، وهو قول  ابن عباس  ، ومجاهد  ، وغيرهما من أهل التفسير . وقال الله عز وجل : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة   . وقال : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين   . يعني : قوموا لله مطيعين " . 
 [ ص: 140 ]  349  - أخبرنا  محمد بن عبد الله الحافظ  ، حدثنا  أبو عبد الله محمد بن يعقوب  ، حدثنا  إبراهيم بن أبي طالب  ، وإبراهيم بن محمد الصيدلاني  ، قالا : حدثنا  الحسن بن علي الحلواني  ، حدثنا  عبد الله بن نمير  ، حدثنا  عبيد الله بن عمر  ، عن  سعيد بن أبي سعيد  ، عن  أبي هريرة   : أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد ، فصلى ، ثم جاء فسلم عليه . فقال : " وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل " ؛ فرجع فصلى ثم جاء فسلم ، فقال : " وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل " ، فقال في الثالثة أو في التي بعدها : علمني يا رسول الله . فقال : " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تستوي قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها "   . 
 350  - ورواه  أبو أسامة  عن  عبيد الله بن عمر  هكذا وزاد فيه ذكر السجود الثاني والقيام منه ، فقال :  " ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تستوي قائما "   . 
 351  - وروينا عن رفاعة بن رافع  عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيها بهذه القصة . 
 352  - قال  الشافعي  رحمه الله : وفيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الفرض عليه في الصلاة دون الاختيار ، ولم يذكر الجلوس في التشهد ، فأوجبنا التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على من أحسنه بغير هذا الحديث . 
 353  - قلت : وأوجبنا الصلاة وتعيينها بآية الإخلاص ثم بقول النبي  [ ص: 141 ] صلى الله عليه وسلم :  " إنما الأعمال بالنيات "  ، وأوجبنا تعيين الغداة بالفاتحة . بما روي في بعض الروايات عن رفاعة   . 
 354  - وفي حديث  عبادة بن الصامت  عن النبي صلى الله عليه وسلم :  " لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب "   . 
 355  - وأوجبنا التشهد بما روينا عن  عبد الله بن مسعود  أنه قال :  " كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد : السلام على الله قبل خلقه السلام على جبريل  وميكائيل  ؛ فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد   . وأوجبنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما   " . 
 356  - قال  كعب بن عجرة   : لما نزلت هذه الآية قلنا : يا رسول الله إنا قد عرفنا السلام عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . . "  إلى آخر الحديث . وإنما عرفوا كيف السلام عليه بما علمهم في التشهد ، فسألوه كيف يصلون عليه فعلمهم . 
 [ ص: 142 ] 
 357  - وفي حديث  أبي مسعود الأنصاري  في هذه القصة : فقال :  " يا رسول الله ! أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا ؟ فعلمهم "   . 
 358  - وأوجبنا السلام من الصلاة وهو قوله : السلام عليك بما روينا عن  علي بن أبي طالب  ،  وأبي سعيد الخدري  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم "   . 
 359  - ورويناه عن  عبد الله بن مسعود  من قوله . 
 360  - ورويناه عن  عطاء بن أبي رباح  أنه قال :  " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في آخر صلاته قدر التشهد أقبل على الناس بوجهه . وذلك قبل أن ينزل التسليم . فأقل ما على المرء في صلاته وما يجب عليه وأكمله ما نحن ذاكرون إن شاء الله "  . 
* * * 
				
						
						
