الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            63 - باب العدد الذين إذا كانوا في قرية وجبت عليهم الجمعة

                                                            609 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، حدثنا يونس بن بكير ، عن أبي إسحاق ، حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهيل ، عن أبيه ، قال : حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : كنت قائد أبي حين كف بصره . فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة ، فمكثت حينا أسمع ذلك منه . فقلت : إن عجز أن لا أسأله عن هذا ، فخرجت به كما كنت أخرج ، فلما سمع الأذان بالجمعة استغفر له . فقلت : يا أبتاه ! أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان بالجمعة ؟ قال : " أي بني ! كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هزم من حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات " . قلت : وكم كنتم يومئذ ؟ قال : أربعون رجلا .

                                                            [ ص: 237 ]

                                                            610 - وروينا عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب : " إذا بلغ أهل القرية أربعين رجلا فليجمعوا " .

                                                            611 - قلت : " فإن كان في موضع لا يبلغ عدد أهله أربعين رجلا حرا بالغا صحيحا مستوطنا غير أن النداء يبلغه من موضع تجب فيه الجمعة وهو مسلم بالغ عاقل حر صحيح مقيم ، فعليه حضور الجمعة " .

                                                            612 - وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، مرفوعا وموقوفا : " الجمعة على من سمع النداء " . وهو قول سعيد بن المسيب ، واحتج من قال ذلك بظاهر الآية وهو قوله عز وجل إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله . . .

                                                            * * *

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية