الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            7 - باب السنة في الأذان والإقامة للصلاة المكتوبة

                                                            قال الله عز وجل : وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا . وقال : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله . . .

                                                            273 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري في كتاب السنن لأبي داود ، أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد . وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرني أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ، حدثنا محمد بن نصر ، حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، قال : حدثني أبي عبد الله بن زيد ، قال : " لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت له : يا عبد الله ! أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ قلت : بلى . قال : تقول : الله أكبر . . الله أكبر . الله أكبر . . الله أكبر . أشهد أن لا إله إلا الله . . أشهد أن لا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة . . حي على الصلاة . حي على الفلاح . . حي على الفلاح . الله أكبر . . الله أكبر . لا إله إلا الله . قال : ثم استأخر غير بعيد . قال : ثم تقول إذا أقمت الصلاة : الله أكبر الله أكبر . . أشهد أن لا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . حي على الصلاة حي على الفلاح . . قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . . الله أكبر الله أكبر . . لا إله إلا الله . فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت . فقال : " إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك " ؛ فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به ، فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول : يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى ! فقال [ ص: 119 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلله الحمد " . لفظ حديث أبي عبد الله .

                                                            274 - وهكذا رواه الزهري عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن زيد في إفراد الإقامة .

                                                            275 - ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى تارة عن عبد الله بن زيد .

                                                            276 - وتارة عن معاذ في قصة عبد الله بن زيد فذكر الإقامة مثنى مثنى . وعبد الرحمن لم يدرك معاذا ولا عبد الله بن زيد .

                                                            277 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا زكريا أحمد بن إسحاق الفقيه يقول : سمعت أبا بكر محمد بن يحيى المطرز يقول : سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا - يعني ما ذكرناه بإسناده - قال : لأن محمدا سمع من أبيه ، وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله .

                                                            278 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا محمد بن شاذان الجوهري ، حدثنا محمد بن يحيى القطيعي ، حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة ، حدثنا خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : " كانت الصلاة إذا حضرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى رجل في [ ص: 120 ] الطريق فنادى : الصلاة الصلاة . واشتد ذلك على الناس ، فقالوا : لو اتخذنا ناقوسا يا رسول الله ؟ فقال : " ذلك للنصارى " فقالوا : لو اتخذنا بوقا ؟ فقال : " ذلك لليهود " . قال : فأمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة .

                                                            279 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد بن بلال البزاز ، حدثنا أبو الأزهر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : " أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة . إلا قوله : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة " .

                                                            280 - ورواه عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمر بلالا أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة " .

                                                            281 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا عبد الوهاب ، فذكره .

                                                            282 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا هارون بن سليمان ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا شعبة ، عن أبي جعفر ، عن أبي المثنى ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال : " كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة مرة مرة . غير أن المؤذن إذا قال : قد قامت الصلاة قالها مرتين [ ص: 121 ] .

                                                            283 - قلنا : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الترجيع في أذان جميع الصلاة والتثويب في أذان صلاة الصبح فيما علم أبا محذورة مؤذن مكة ، وأقره على إفراد الإقامة إلا قوله : قد قامت الصلاة ، فإنه كان يقولها مرتين " .

                                                            284 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا مسدد ، حدثنا الحارث بن عبيد ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قلت : يا رسول الله ! علمني سنة الأذان . قال : فمسح رأسه ، قال : " تقول الله أكبر الله أكبر . . الله أكبر الله أكبر تقول ترفع بها صوتك ، ثم تقول : أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ، ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة . . حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم . . الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله " .

                                                            285 - وقد روى مكحول وغيره عن عبد الله بن محيريز ، عن أبي محذورة " أن [ ص: 122 ] النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان فكان فيما علمه الترجيع في كلمتي الشهادة " .

                                                            286 - ورواه أيضا السائب مولى أبي محذورة .

                                                            287 - ورواه عبد الملك بن أبي محذورة . وكلاهما عن أبي محذورة .

                                                            288 - وهو في رواية أولاد سعد القرظ ، عن سعد : أنه قال : " هذا الأذان أذان بلال الذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامته . . ، فذكر الأذان بالترجيع والإقامة واحدة واحدة " .

                                                            289 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، أخبرنا أحمد بن سلمة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ، قال : أدركت أبي وجدي يؤذنون هذا الأذان الذي أؤذن ويقيمون هذه الإقامة ويقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أبا محذورة . . ، فذكر صفة الأذان بالترجيع ، ثم قال : والإقامة فرادى : " الله أكبر الله أكبر . . أشهد ألا إله إلا الله . . وأشهد أن محمدا رسول الله . . حي على الصلاة . . حي على الفلاح . . قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . . الله أكبر الله أكبر . . لا إله إلا الله " .

                                                            290 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، والليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم " . قال يونس في الحديث : وكان ابن أم مكتوم هو الأعمى الذي أنزل الله عز [ ص: 123 ] وجل فيه عبس وتولى . كان يؤذن مع بلال .

                                                            290 - قال سالم : " وكان رجلا ضرير البصر ولم يكن يؤذن حتى يقول له الناس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر : أذن " .

                                                            291 - وروينا في حديث زياد بن الحارث الصدائي ما دل على تقدم الأذان على طلوع الفجر . . وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : " إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم " .

                                                            292 - وأما حديث بلال أنه أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع فينادي : " ألا إن العبد نام . . " فإنه لم ينتبذه .

                                                            292 - وأنكره مالك بن أنس وقال : " لم يزل الأذان عندنا بليل " .

                                                            293 - وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني ، عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري ، قال : " إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة " . قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                            [ ص: 124 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية