الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            26 - باب القنوت في صلاة الصبح في الركعة الثانية بعد الركوع .

                                                            425 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، حدثنا عارم بن الفضل ، حدثنا ثابت بن يزيد ، حدثنا هلال بن خباب عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال : " سمع الله لمن حمده " في الركعة الأخيرة ، يدعو على حي من بني سليم على رعل ، وذكوان ، وعصية ، ويؤمن من خلفه وكان أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم " [ ص: 168 ] قال عكرمة : هذا مفتاح القنوت .

                                                            426 - وروينا عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد يقنت بعد الركوع . . . ، فذكر دعاءه لقوم بالنجاة ، وعلى آخرين باللعن " .

                                                            427 - وروينا عن أنس بن مالك : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا على أحياء من أحياء العرب ، ثم تركه " .

                                                            428 - قال عبد الرحمن بن مهدي : إنما ترك اللعن .

                                                            429 - وقال الشافعي : الذي أرى بالدلالة فإنه ترك القنوت في أربع صلوات دون الصبح . وذكر قنوته في الظهر وغيرها ، ولعنه على فلان وفلان ، ثم قال : فهذا الذي ترك . وأما القنوت في الصبح فلم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تركه .

                                                            430 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أنس : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه ، فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا " .

                                                            431 - أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي الوكيل ، أخبرنا أبو طاهر المحمدآباذي ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا [ ص: 169 ] سليمان بن حرب .

                                                            431 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، حدثنا أبو المثنى العنبري ، ويوسف القاضي ، وزياد بن عبد الجليل التستري ، قالوا : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، قال : سئل أنس : أقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " في صلاة الصبح قبل الركوع أو بعده ؟ قال : بعد الركوع يسيرا " .

                                                            432 - و في رواية سليمان عن أنس بن مالك أنه سئل : هل قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح ؟ قال : نعم فقيل له : بعد الركوع أو قبله ؟ [قال : ] بعد الركوع يسيرا .

                                                            433 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ، أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، حدثنا زكريا الساجي ، حدثنا بندار ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا العوام بن حمزة ، قال : سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح فقال : " بعد الركوع . قلت : عمن ؟ قال : عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . وقد روى القنوت في صلاة الصبح عبيد بن عمير ، وطارق ، وأبو رافع ، وزيد بن وهب ، عن عمر بن الخطاب . [ ص: 170 ] ورواه عبد الله بن معقل ، وعبد الرحمن بن سويد الكاهلي وغيرهما عن علي بن أبي طالب .

                                                            434 - قال الشافعي : وقد قنت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، كلهم بعد الركوع ، وعثمان بعض إمارته ، ثم قدم القنوت قبل الركوع . وأما دعاء القنوت ف :

                                                            435 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا محمد بن بشر العبدي ، حدثنا العلاء بن صالح ، حدثني يزيد بن أبي مريم ، حدثنا أبو الجوزاء ، قال : سألت الحسن بن علي : ما عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : علمني دعوات أقولهن : " اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك " - أراه قال : - " إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت " . قال : فذكرت ذلك [ ص: 171 ] لمحمد بن الحنفية فقال : إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته " .

                                                            436 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو سهل بن زياد القطان ، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الشيباني ، عن عبد الرحمن ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، قال : " والله لأنا أقربكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو هريرة يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح بعد ما يقول : " سمع الله لمن حمده " ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويلعن الكفار " .

                                                            437 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي عثمان ، قال : " صليت خلف عمر بن الخطاب فقرأ ثمانين آية من البقرة ، وقنت بعد الركوع ، ورفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه ، ورفع صوته بالدعاء حتى سمع من وراء الحائط " .

                                                            438 - وبهذا الإسناد عن قتادة ، عن الحسن ، وبكر بن عبد الله المزني ، جميعا عن أبي رافع ، قال : " صليت خلف عمر بن الخطاب ، فقنت بعد الركوع ، ورفع يديه وجهر بالدعاء " . قال قتادة : وكان الحسن يفعل مثل ذلك . [ ص: 172 ]

                                                            439 - قلت : وروينا عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة القراء ، قال : " لقد رأيته كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو يعني على الذين قتلوهم " .

                                                            439 - وروينا رفع اليدين في قنوت الوتر عن ابن مسعود ، وأبي هريرة فأما مسح اليدين الوجه بعد الفراغ من دعاء القنوت فإنه من المحدثات .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية