الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            21 - باب الجهر بها في صلاة يجهر فيها بالقراءة

                                                            391 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، حدثنا أبي وشعيب بن الليث ، قالا : حدثنا الليث بن سعد . وأخبرني أبو عبد الله ، قال : وأخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدثنا محمد بن الهيثم القاضي ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا الليث بن سعد ، حدثني خالد بن زيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم المجمر ، قال : كنت وراء أبي هريرة - وفي حديث ابن عبد الحكم قال : صليت وراء أبي هريرة - فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين قال : آمين . وقال الناس : آمين . ويقول كلما سجد : الله أكبر . وإذا قام من الجلوس قال : الله أكبر . ويقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم " .

                                                            [ ص: 154 ]

                                                            392 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد بن عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا الشافعي رحمه الله أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره ، أن أنس بن مالك قال : " صلى معاوية بالمدينة صلاة ، فجهر فيها بالقراءة فقرأ فيها : بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها السورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الصلاة ، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان : يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن ، وكبر حين يهوي ساجدا . وروينا افتتاح القراءة ( ببسم الله الرحمن الرحيم ) عن أميرى المؤمنين : عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب . وهو مشهور عن عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وأبي هريرة رضي الله عنه .

                                                            393 - وأخبرنا أبو نصر بن أبي قتادة أخبرنا أبو محمد أحمد بن إسحاق البغدادي بهراة ، حدثنا معاذ بن نجدة ، حدثنا خلاد بن يحيى ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد ، حدثنا نافع ، عن ابن عمر : أنه " كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله . . فإذا فرغ قرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . . قال : وكان يقول : لم كتبت في المصحف إذا لم تقرأ .

                                                            394 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حدثنا أبو غانم أزهر بن محمد بن حمدون الحرفي ، حدثنا أبو قلابة ، حدثنا بكر بن بكار ، حدثنا مسعر بن كدام ، عن يزيد الفقير ، قال : " صليت خلف ابن عمر فجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                            395 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا [ ص: 155 ] يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، أخبرنا سعيد ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أنه " كان يفتتح القراءة ب بسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                            396 - وروينا عن عكرمة عن ابن عباس : أنه " كان يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                            397 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا معاذ بن معاذ العنبري ، عن حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله ، قال : كان ابن الزبير " يستفتح القراءة في صلاته ب بسم الله الرحمن الرحيم ، ويقول : ما يمنعهم منها إلا الكبر " .

                                                            398 - وروينا عن جعفر بن محمد أنه قال : " اجتمع آل محمد صلى الله عليه وسلم على الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم . " وروينا عن عطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والزهري . وأما حديث أنس بن مالك في افتتاح النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ب { الحمد لله رب العالمين } . فإنه إنما قصد به بيان ابتدائهم بسورة الفاتحة قبل ما يقرأ بعدها ، ومن روي عنه أنه لم يجهر بها فإنه لم يسمعه ، ومن روي عنه الجهر فإنه أدى ما سمع والقول قول من سمع دون من لم يسمع . ثم هو من الاختلاف المباح ، والله أعلم .

                                                            [ ص: 156 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية