الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل في دلالة أخرى في ذكر إسلام أبي قرصافة جندرة بن خيشنة :

166 - أنا عمر بن أحمد الفقيه ، أنا أبو سعيد النقاش ، أنا أبو بكر الشافعي ، ثنا سعيد بن عبد الله بن عجب ، ثنا أيوب بن علي بن الهيصم ، ثنا زياد بن سيار ، عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، أنها سمعت جدها أبا قرصافة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : [ ص: 152 ] كان أول بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، وكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، فكانت خالتي كثيرا ما تقول : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل ؛ تعني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيغويك ، ويضلك ، قال : فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ، ثم آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، فقالت لي خالتي : ما لي أرى أغنامك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري ، ثم غدوت إليه في اليوم الثاني ، ففعل كما فعل في اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : يا أيها الناس هاجروا ، وتمسكوا بالإسلام ، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد ، ثم إني رحت بغنمي كما رحت في اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث ، فلم أزل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمع كلامه حتى أسلمت ، وبايعته ، وصافحته بيدي ، ثم شكوت إليه أمر خالتي ، وغنمي ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جئني بالشاء ، فجئته بهن ، فمسح على ظهورهن ، وصدورهن ، ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ، ولبنا ، ثم رجعت بغنمي سمانا ممتلئات شحما ، ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن ، قالت : يا بني ، هكذا فارع ، قلت : والله يا خالة ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، فأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبرتها بسمته ، وكلامه ، فقالت : لي أمي وخالتي اذهب بنا إليه ، فذهبت أنا وأمي ، وخالتي ، فأسلموا ، وبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة .

التالي السابق


الخدمات العلمية