الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل في ذكر هلاك المستهزئين بمكة :

44 - ذكر الطبراني في كتاب دلائل النبوة حدثنا القاسم بن زكريا المقرئ المطرز ، ثنا محمد بن عبد الحليم النيسابوري ، ثنا مبشر بن عبد الله ، عن سفيان بن حسين ، عن جعفر بن أبي وحشية ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل ( إنا كفيناك المستهزئين ) قال : المستهزئون الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب أبو زمعة من بني أسد بن عبد العزى والحارث بن غيطل السهمي والعاص بن وائل فأتاه جبريل عليه السلام فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه الوليد بن المغيرة فأومأ جبريل إلى أبجله فقال ما صنعت شيئا قال كفيتكه ثم أراه الحارث بن غيطل السهمي فأومأ إلى بطنه فقال ما صنعت شيئا قال كفيتكه ثم أراه العاص بن وائل السهمي فأومأ إلى أخمصه فقال ما صنعت شيئا فقال كفيتكه فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فأصاب أبجله فقطعها وأما أسود بن المطلب فعمي وذلك أنه نزل تحت شجرة فقال يا بني ألا تدفعون إني قد قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فجعل يقول يا بني ألا تدفعون عني هلكت بالشوك في عيني فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها وأما الحارث بن غيطل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه وأما العاص بن وائل فبينما هو يمشي إذ دخلت في رجله شبرقة حتى امتلأت منها فمات .

قال الإمام رحمه الله : الأبجل: عرق في اليد ، شبرقة: شوكة ، امتلأت: انتفخت وورمت .

التالي السابق


الخدمات العلمية