الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
258 - قال : وأخبرنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى الحاسب ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا علي بن مسهر ، عن الأجلح ، عن الذيال بن حرملة الأسدي ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ، قال : اجتمعت قريش يوما ، فقال : انظروا أعلمكم بالسحر ، والكهانة ، والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ، ولينظر ماذا يرد عليه ، فقالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة ، قالوا : أنت لها يا أبا الوليد ، فأتاه عتبة ، فقال : يا محمد ، أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك ، فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم ، فتكلم حتى نسمع قولك ، أما والله ما رأينا سخلة أشأم على قومه منك ؛ فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيه أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ، يا أيها الرجل ، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا ، وإن كان إنما بك الباءة ، فاختر في أي نساء قريش شئت نزوجك عشرا في أي نساء قريش شئت ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فرغت ، قال : نعم ، قال : فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بسم الله الرحمن الرحيم ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) حتى بلغ ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) ، فقال له عتبة : حسبك ، حسبك ، ما عندك غيرها ، قال : لا ، فرجع إلى قريش ، فقالوا : ما وراءك ؟ فقال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا قد كلمته ، قالوا : هل أجابك ؟ قال : نعم ، والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال ، غير أنه ( أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد ) [ ص: 195 ] وثمود ، قالوا : ويلك ، يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال ، قال : لا ، والله ما علمت شيئا مما قال ، غير ذكر الصاعقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية