الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
287 - قال : وحدثنا الوليد بن بنان الواسطي ، ثنا محمد بن زنبور ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، حدثني سهيل بن أبي صالح ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل في غزوة غزاها ، فأصاب أصحابه جوع ، وفنيت أزوادهم ، فجاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكون إليه ما أصابهم ، ويستأذنونه أن ينحروا بعض رواحلهم ، [ ص: 210 ] فأذن لهم ، فمروا بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فقال : من أين جئتم ؟ فأخبروه أنهم استأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن ينحروا بعض رواحلهم ، قال : فأذن لكم ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني أسألكم ، وأقسم عليكم إلا رجعتم معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرجعوا معه ، فذهب عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، أتأذن أن ينحروا رواحلهم ، فماذا يركبون ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فماذا أصنع ؟ ليس معي ما أعطيهم ، فقال عمر : بلى يا رسول الله ، تأمر من كان معه فضل زاد يأتي به إليك تجمعه على شيء ، ثم تدعو فيه بالبركة ، ثم تقسمه بينهم ، ففعل ، فدعا بفضل أزوادهم ، فمنهم الآتي بالقليل ، ومنهم الآتي بالكثير ، فجعله في شيء ، ثم دعا فيه ما شاء الله أن يدعو ، ثم قسمه بينهم ، فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء ، وفضل فضل ، فقال عند ذلك : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، من جاء بهن يوم القيامة غير شاك أدخله الله الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية