الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
231 - وذكر القفال الشاشي ، ثنا محمد بن محمد بن يوسف الترمذي ، ثنا عيسى بن أحمد العسقلاني ، ثنا علي ، عن خالد الحذاء ، أنا عبد الرحمن بن أبي بكرة ، قال : بينما كسرى بن هرمز نائم في إيوان المدائن ليلا إذا رجل قائم على رأسه معه عصا ، فقال : يا كسرى بن هرمز ، إني رسول الله إليك ، تسلم خير لك ، قال : فجعل كسرى ينظر إليه ، ولا يستطيع أن يكلمه ، ثم ولى ، فخرج من الإيوان ، وكسرى ينظر ، فأمر بصاحب حرسه ، فدعي ، فقال : يا عدو نفسه ، من هذا الذي أدخلته علي ليقتلني ؟ فقال : أيها الملك ، ما أدخلته ، ولا دخل عليك من قبلنا أحد ، فسكت عنه كسرى حتى إذا كان تلك الليلة من قابل ، فبينما كسرى نائم في الإيوان إذا هو قائم على رأسه معه عصا ، فقال : يا كسرى بن هرمز ، إني رسول الله إليك ، تسلم خير لك ، قال : فجعل كسرى ينظر إليه ، ولا يستطيع أن يتكلم ، ثم ولى حتى خرج من الإيوان ، فلما كانت تلك الليلة من العام الثالث أرسل إلى صاحب الحرس ، وإلى خدامه ، فقال : احرسوني الليلة ، ولا يصل إلي امرأة ، ولا ولد ، ففعلوا ، فلما كانت تلك الساعة إذا هو قائم عليه يقول : يا كسرى بن هرمز ، إني رسول الله إليك ، تسلم خير لك ، فجعل كسرى ينظر إليه ، ولا يستطيع أن يتكلم ، قال : يا كسرى ، إنك أبيت أن تسلم ، ووالله ليكسرنك الله كما كسر عصاي هذه ، وكسر عصاه ، ثم ولى ، فبينا هو في الإيوان نائم عند شيرين ، والحرس محدقون بالإيوان ينادون باس باس خوسرواو شاهنشاه ، إذ فقد أصواتهم طويلا ، ثم سمع باس أي باس مشيرويه شاهنشاه ، فقال لشيرين : ويحك ! أتسمعين ما أسمع ؟ [ ص: 181 ] قالت : نعم ، فصعد فوق الإيوان ، فإذا هو بالشمع قد ملأ المدائن ، وإذا هم بالجبل ، فنزل ، فدخل بستانه ، فدخلوا عليه ، فأخذوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية