الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
224 - قال : وحدثنا أبو بكر ، ثنا حسين بن الحسن ، ثنا ابن المبارك ، ثنا الأوزاعي ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، ثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، عن أبيه ، قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ، فأصاب الناس مخمصة ، فاستأذن الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نحر بعض ظهرهم ، فلما رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهرهم ، وقالوا : يبلغنا الله به ، قالوا : يا رسول الله ، كيف بنا إذا نحن لقينا غدا جياعا ، ونحن رجال ، ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم ، فتجمعها ، ثم تدعو الله فيها بالبركة ، فإن الله يبلغنا بدعوتك ، أو قال : سيبارك لنا بدعوتك ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببقايا أزوادهم ، فجعل الناس يجيئون [ ص: 176 ] بالحفنة من الطعام ، وفوق ذلك ، فجمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقام ، فدعا ما شاء الله أن يدعو ، ثم دعا الجيش بأوعيتهم ، وأمرهم أن يحثوا ، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئ ، وبقي مثله ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عبد يؤمن بها إلا حجبه الله عن النار .

التالي السابق


الخدمات العلمية