الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
156 - أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم ، أنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ، نا محمد بن إسماعيل ، يعني السلمي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي ، حدثني عمرو بن الحارث ، عن عبد الله بن سالم الأشعري ، عن الزبيدي محمد بن الوليد بن عامر ، ثنا الوليد بن عبد الرحمن أن جبير بن نفير قال : ، ثنا شداد بن أوس ، قال : قلنا : يا رسول الله ، كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ قال : صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما ، فأتاني جبريل - عليه السلام - بدابة بيضاء ، فوق الحمار ، ودون البغل ، فقال : اركب ، فاستصعبت علي ، فرازها بأذنها ، ثم حملني عليها ، فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ذات نخيل ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ، قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت بأثرب صليت بطيبة ، فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا ، فقال : انزل ، فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ، قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت بمدين صليت عند شجرة طوى ، ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور ، فقال : انزل ، فنزلت ، قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ، قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت ببيت اللحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ، ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ، فأتى قبلة المسجد ، فربط فيه دابته ، فدخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس ، والقمر ، وصليت في المسجد حيث شاء الله ، وأخذني من أشد ما أخذني ، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن ، وفي الآخر عسل [ ص: 144 ] أرسل إلي بهما جميعا ، فعدلت بينهما ، ثم هداني الله ، فأخذت اللبن ، فشربت حتى قرعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة إنه لمهدي ، ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة ، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي ، قلت : يا رسول الله ، كيف وجدتها ، قال : مثل الحمة السخن ، ثم انصرف بي ، فمررنا على عير قريش بمكان كذا ، وكذا قد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد ، ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ، فأتاني أبو بكر ، فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة ؟ فقد التمستك في مظانك ، فقال : علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله ، إنه مسيرة شهر ، فصفه لي ، قال : ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه . قال أبو بكر رضي الله عنه : أشهد أنك رسول الله ، فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة ، فقال : إن آية ما أقول لكم : أني مررت بعير لكم بمكان كذا ، وكذا قد أضلوا بعيرا لهم ، فجمعه فلان ينزلون بكذا ، ثم كذا ، ويأتوكم يوم كذا ، وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود ، وغرارتان سوداوان ، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار حين أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام رحمه الله : هذا حديث شامي الطريق واضح الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية