الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
233 - قال : وأخبرنا أبو العباس الدغولي ، ثنا محمد بن الليث ، ثنا أبو عثمان ، عن أبي حمزة ، عن عطاء ، عن رجل من قريش يقال له : فلان بن أبي ربيعة ، حدثني أبي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسا هاهنا ، ونحن مقابل باب البيت معه رجل من أصحابه ، فجاء رجل من بني ليث شاعر ، فقال : يا محمد ، ألا أنشدك ، قال : لا ، قال : فغلبه ، فأنشده ، فامتدحته [ ص: 182 ] بمدحة ، فلما فرغ منها ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن يكن أحد من الشعراء يحسن ، فقد أحسنت ، قال : فانطلق إلى الحجر الأسود ، فأخذ حصاتين سوداء ، وبيضاء ، فجعل البيضاء لآلهته ، والسوداء للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : اللهم إن هذا يزعم أنه يدعو إليك ، اللهم فضوئ لي ، فإن كان حقه أحق من حقنا ، فضوئ لي ، فإني أقسم إليك إلى عشرة ، فقاسم عصابته ، فخرج سهم الشيطان سبع مرار ، فقال : اللهم إنك تعلم ما أريد ، فضوئ لي ، فقاسم ، فخرج سهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر مرار ، فرجع ، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : قد جاءكم والله بغير الوجه الذي ذهب به آنفا ، قال : فأتاه ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : وأنا أشهد .

التالي السابق


الخدمات العلمية