الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
180 - وعن سلمة بن سلامة بن وقش ، قال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل ، فخرج علينا يوما من بيته ، وذلك قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على مجلس بني عبد الأشهل ، قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا علي بردة لي مضطجع فيها بفناء أهلي ، فذكر البعث ، والقيامة ، والحساب ، والميزان ، والجنة ، والنار ، قال ذلك لقوم أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت ، فقالوا : ويحك ، وتكون دار فيها جنة ، ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يحلف به ، ولود أن حظه من تلك النار أعظم تنور في هذه الدار يحمونه ، ثم يدخلونه إياه ، فيطبقون عليه ، ثم ينجو من تلك النار غدا ، قالوا : ويحك ، وما آية ذلك ، قال : نبي يبعث من هذه البلاد ، وأشار بيده نحو مكة ، واليمن ، قالوا : فمتى تراه ، فرمى بطرفه ، فرآني ، وأنا مضطجع بفناء باب أهلي ، وأنا أحدث القوم ، فقال : إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه ، قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل ، والنهار حتى بعث الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وهو حي بين أظهرنا ، فآمنا به ، وكفر به بغيا ، وحسدا ، فقلنا له : ويلك يا فلان ، ألست الذي قلت لنا فيه ؟ قال : بلى ، ولكن ليس به .

التالي السابق


الخدمات العلمية